مهام جسيمة ملقاة على عاتق السفير علي العياشي قنصل عام الجمهورية اليمنية في جدة في ظل تواجد أكبر عدد من أبناء الجالية اليمنية في عروس البحرالأحمر، حيث تحتل الجالية اليمنية المرتبة الثانية بين الجاليات العربية المتواجدة على أرض المملكة.. السفير العياشي يسعى بجميع طاقمه الدبلوماسي لتذليل العقبات التي تصادف المغتربين وبناء جسور من التواصل معهم، حيث اختتم أمس الأول في مقر القنصلية بجدة دورة مجانية في الحاسب الآلي قدمت لعدد من أبناء الجالية وسلم شهادات المتخرجين منها بحضور عدد من الداعمين لمثل هذه النشاطات الاجتماعية، كما أنه اجتمع البارحة الأولى في مكتبه بالقنصلية من أجل تأسيس مجلس شرفي للجالية مناط به شؤونها في المملكة، من هنا كان مدخلنا للحوار مع السفير العياشي فإلى نص الحوار.. • سعادة السفير ماهي أبرز الخدمات التي تقدمها القنصلية للمغترب اليمني.. • نحن في القنصلية أدوارنا متعددة وكبيرة وتحتاج منا الكثير من الجهد والمتابعة في سبيل خدمة أبناء اليمن في المملكة، كما إننا نضع في نصب أعيننا خدمة كل مغتربينا اليمنيين في المملكة الذين يتميزون عن غيرهم من مغتربي اليمن في شتى أصقاع الأرض لأسباب تأتي من أهمها ما تقدمه المملكة لنا من مزايا نقدرها ونجلها منها التعاون الملحوظ في حل بعض المشكلات المستعصية لدى عدد من أبناء الجالية. • ونحن نتحدث عن الجالية وبعض متعلقاتها، لاحظنا في حواركم المفتوح مع أبناء اليمن في فضائية سبأ اليمنية؛ أن البعض أبدى غضبه منكم متهما بأن أداءكم لم يكن في المستوى المطلوب وأنه لا يلامس حاجاتهم نسبة لفترة عملكم في المملكة، ماذا ترى؟ • أولا هذا كلام مردود عليه بالمجمل، ودعني أوضح لك الصورة بشكل أكثر وضوحا.. نحن نعرف ماهو مطلوب منا كجهة دبلوماسية لها دورها المناط بها ويعرف ذلك أبناء الجالية اليمنية في المملكة، وأنا أؤكد على أن الجالية اليمنية في المملكة والتي تعتبر من أكبر الجاليات تعيش في مجتمع مضياف له اعرافه وقوانينه وتدرك ماهو مطلوب منها وعلى الضيف احترامه وعدم تجاوز الأنظمة والذي لمسته أن أبناء اليمن يعرفون حدودهم ولكن لكل قاعدة شواذ ويظل هناك من أبناء جاليتنا، وللأسف من يسبب لنا وللسلطات السعودية وقبل هذا وذاك لنفسه صداعا وضياع وقت. • هل من تفسير أوضح؟ • بوضوح أقول لأن من يتشكى دوما ويتهموننا دوما بضعف الأداء في أعمالنا ومهامنا التي نقوم بها تجاه مغتربينا في الغالب هم أصحاب مشكلات مستعصية ومنهم من ظل في هذا الوضع إلى أن صعب عليه الخروج من هذه الدائرة.. أقول إن كثيرا من الناس تصادفهم عثرات ومشكلات ونحن نقوم بدورنا تجاههم؛ لأن المشكلة هي ما تصطدم به؛ ولكن هناك من يبحث عن المشاكل، النوعية الأولى نحن نساعدها في كل الصور من جانبنا ومن جانب المسؤولين في المملكة بداية من وزارة الخارجية ومسؤوليها الذين لا يألون جهدا أو وقتا في مساعدتنا، ولأكون أكثر وضوحا أن من جانبي وبحكم صلاحياتي أغلقت «غرفة التوقيف» في القنصلية نهائيا كي نشعر المغترب منذ البدء أن أي مشكلة من الممكن حلها دون إيقافه. • هذا يعني أنه كان لديكم في القنصلية غرفة توقيف؟ • نعم وكانت إقامته ضرورة، كان ذلك في كل المراحل التي تعاقب عليها مسؤولون زملاء آخرين. لكنني رأيت أن الانفتاح الكبير في العالم على كافة المستويات يستوجب أن يعي الفرد أنه مكرما من الله ثم من المسؤولين ومن الدولة التي تستضيفه وبعثته الدبلوماسية، وأن لا يصل به حال التمادي إلى عدم احترام نفسه كأن يكون موقوفا فلكل مشكلة حل لذا نسعى إلى تقارب في وجهات نظر المختلفين والخصوم من أبناء ورعايا الجالية في المملكة دونما حاجة للتوقيف، ولكن هناك من الطبيعي أن يكون للغصة في أمانينا مكان! • كيف؟ • لأن الآية الكريمة هنا واضحة في سورة التغابن وتقول «يا أيها الذين آمنوا إن من أزواجكم وأولادكم عدوا لكم فأحذروهم» ونحن مؤمنون بإذن الله ونتوقع أن يكون بيننا هؤلاء إلى درجة الحرج، وإذا أردتني أن أشرح لك أكثر، فأقول إن بعض هؤلاء المزعجين من أبنائنا الذين يسيئون لأنفسهم وبلدهم يتورطون بفعل عدم الأهلية والوعي في مشكلات معقدة قد تضيع مستقبل بعضهم مثل التهريب والإرهاب وغير ذلك من المشكلات التي يصعب علينا فعل شيء لهم أمام القانون، تجدهم هم من يلقون علينا التهم جزافا بعدم الاهتمام بالرعايا رغم كل مانبذله من أجلهم وهذا ليس منا بقدر ماهي مهام وواجبات علينا أن نقوم بها تجاههم. ومن هنا من خلال «عكاظ» التي تهتم كثيرا بنا كجالية، أؤكد أن لكل مشكلة طبيعية حلا لدينا أما التجاوزات الكبيرة فإنني سوف لن أقحم نفسي ولا القنصلية فيها، فلقد تعاون معنا الأخوة في الخارجية ممثلة بمدير فرع الخارجية بمنطقة مكةالمكرمة محمد أحمد طيب الذي دائما ما يكون متعاونا معنا وبشكل كبير مباشرة، ومن خلال السيد السفير محمد بن علي محسن الأحول.. الرجل الذي يهمه بشكل كبير مكانة المغترب اليمني في المملكة والسعي إلى تعميق العلاقة وتجذيرها بين البلدين إضافة إلى ماهي عليه من عمق وجمال. • نحضر معكم اجتماعكم الحالي والأول من أجل إقامة مجلس شرفي للجالية، هل تشرح لنا الموضوع؟ • كما ترى نحن نجتمع اليوم في أول جلسة عمل من أجل تقديم كافة الخدمات والتسهيلات للمغترب اليمني هنا وهناك داخل المملكة، ومعي كثير ممن يهمهم الموضوع ويهمنا أن يكونوا معنا من شخصيات ورجال أعمال وغيرهم، مثل رئيس الجالية اليمنية في جدة مهدي النهاري، محمد أحمد المحضار، مطلوب العبيدي، فضل بن عطاس، عبدالرحمن الفقير، والملحق الإعلامي والثقافي أحمد الذهباني، وتبدأ دراستنا للمشروع بكيفية إنشاء هيئة ومجلس شرفي للجالية يتولى تقديم العون والمساعدة للجالية اليمنية في المنطقتين الجنوبية ومنطقة مكةالمكرمة. • مثل ماذا؟ • أحيانا تخفيض الرسوم المستوجبة في حالات يصعب على المغترب دفعها كاملة، كذلك محاولة تحمل بعض ديون وكيفية مساعدة اليمنيين المتورطين والموقوفين بديون محدودة وهناك بالفعل كثير من رجال الأعمال يتعاون معنا في حل مثل هكذا قضايا أو مساعدتنا في القنصلية والدورات التي نقيمها لشباب المغتربين كتأمين الأجهزة وغيرها. وهنا يسرني أن أشكر الأستاذ كمال الهتاري المشرف على إقامة وتنظيم هذه الدورات التي خرجنا اليوم آخرها.