تعتبر أسماء الدلع من الانعكاسات الرئيسة للود والمحبة، ومن الطرائف أن نجد في لغتنا الجميلة كلمة تعبر عن قوة علاقتنا بالشمس. وندور كلنا حول هذا النجم العجيب مرة كل سنة تقريبا. وقد كانت هذه الفكرة مرفوضة تاريخيا لفترة طويلة في الغرب بسبب تفسيرات لبعض نصوص التوراة والإنجيل. وفي عام 1600 عندما تقدم أحد العلماء في إيطاليا واسمه «برونو» بإثباتات وبراهين فلكية أن الأرض هي التي تدور حول الشمس وليس العكس، وأن الشمس هي المحور الأساس، أثار غضب الجميع بسبب تعارض ذلك مع تفسير التوراة. وكان الغضب عليه شديدا لدرجة أن السلطات كفروه ثم حاكموه محاكمة «أي كلام» ثم أحرقوه حيا. وبعدها جاء العالم الفذ الإيطالي «جاليليو» لتأكيد نظرية أن الشمس هي المحور بناء على مشاهدته لحركة الأجرام المختلفة، ولحساباته الدقيقة، فحاكموه وأهانوه ثم سجنوه هو الآخر بالرغم أنه كان في السبعينات من العمر. وكان ذلك يؤكد على أهمية أن لا تعطى الشمس أهمية كبرى كما كان الحال منذ آلاف السنين في بعض الحضارات التي كانت تعبد هذا النجم. وغرائب الشمس لا تنحصر في تاريخها فحسب، فتخيل أن هذا النجم يفقد حوالى أربعة ملايين طن من كتلته في الثانية الواحدة، يعني خلال قراءتك لهذا المقال، وحتى لو لم تكمله، فستفقد الشمس بإرادة الله أكثر من مائة ألف مليون كيلو جرام من وزنها وسبحان الخالق المدبر. وبالرغم أننا نرى الشمس بنفس حجم القمر، أي بحجم «المشمشة» تقريبا، إلا أن قطرها يعادل 109 مثل قطر كوكب الأرض أي حوالى مليون وأربعمائة ألف كيلومتر، ويكفي حجم الشمس لبلع حجم مليون وثلاثمائة ألف مثل كوكبنا. والغريب في ذلك أنها مكونة أساسا من غاز الهيدروجين، ونسبة حوالى 25% من غاز الهيليوم، و«رشة» بسيطة من عناصر الأوكسجين، والنيتروجين، وقليلا جدا من الحديد والمعادن الأخرى. كلها تنطبخ على درجات حرارة تفوق الخمسة عشر مليون درجة مئوية في باطنها، وهي أعلى من درجة حرارة القنبلة النووية عند انفجارها، وأما سطحها فهو بارد نسبيا حيث تصل حرارته إلى حوالى ستة آلاف درجة فقط، وتنخفض على ارتفاعات قليلة فوق السطح لتسمح بتكوين بخار الماء المضغوط بإذن الله. وأما غلافها الجوي الشهير باسم «كورونا» فتفوق درجة حرارته المليون ومائة ألف درجة مئوية وسبحان الله. وفي عام 1861 اكتشف العالم الألماني «وولف» أن للشمس دورة عجيبة تبلغ أحد عشر عاما. وفي هذه الدورة تزداد ثم تندثر النقاط الشمسية وهي نقاط داكنة على سطح الشمس سببها تركيز الحقول المغناطيسية للنجم، وهي بمثابة عواصف كبرى تهب على سطح الشمس وتؤثر تأثيرا مباشرا على الحقل المغناطيسي للأرض. ويتوقع العلماء أن هذا «النبض» للشمس سيصل بإرادة الله إلى ذروته خلال العام القادم فبعد سنة من الآن وتحديدا في مايو 2013 يتوقعون فورة أشبه بالعاصفة الكبرى مما سيؤثر على الطقس والحقول المغناطيسية على الأرض وكل ما يتعلق بها من أجهزة ملاحية واتصالات والله الستار العليم. أمنية سبحان الله أنها أكبر كرة لهب في عالمنا. تتغير في كل لحظة لتغير أجوائنا وغذائنا وصحتنا يوميا بمشيئة الله. وتحير علمائنا بغرائبها الكيميائية والفيزيائية. ومن لا يعرف الشمس قد يتخيل أنها تطل علينا يوميا بملل عجيب، ولكنها أكثر وأكبر من ذلك بكثير. وربما تظل إحدى روائعها أنها تنير بإرادة الله.. أتمنى أن يتذكر من يعبثون في الأرض ويظلمون البشر أن الأمور واضحة، وضوح الشمس في فلسطين وسوريا وفي كل مكان. والله من وراء القصد.