أكد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار أن الناس كانوا في السابق لا يهتمون بالتراث وفي الوقت الحاضر اكتشفوا كنزا ثمينا بين أيديهم وتحت أعينهم وهي القرى التراثية وهو اكتشاف جديد والهيئة وشركاؤها عملوا بجد، بالإضافة إلى الإعلام لتوضيح الصورة الحقيقية للتراث الوطني، واليوم لا يمكن أن نستهين بهذه المواقع التي خرج منها ناس ساهموا في الدولة وتوحيدها، وبلادنا ولله الحمد تعيش باستقرار، فالدولة هي المواطن والمواطن هو الدولة، والقصيم رأيت فيها نهضة ضخمة جداً وخادم الحرمين الشريفين يولي الإسكان اهتماما كبيرا. وقال «جاء الوقت الذي نعيد لهذه القرى حقها التي لها ولأهلها فضل علينا كمواطنين لا يمكن أن نتركها تتهدم، سنعيد لها مكانتها ونرممها لتكون موردا اقتصاديا، ولا يمكن أن تعرف تاريخ مدينة أو محافظة كما تأتي وتعرف أصلها وتأتي للموقع والمكان، وكونك تقرأ عنه شيء وتأتي للمكان وتعيشه شيء آخر». وقدر سموه لأمانة القصيم وبلدية عيون الجواء المجهودات الكبيرة والتعاون وتخصيص 5 ملايين ريال للترميم ، متمنياً من الأهالي المساهمة في المشروع، لافتاً إلى أن هذه القرى تشهد إقبالا في نهاية الأسبوع وهذا شيء مربح لنا ، والهيئة تنظر للقرى بأنها عامل اقتصادي كبير توجد فرص عمل كبيرة. مشيراً إلى أن مشروع الحرف والصناعات اليدوية والذي استلمته الهيئة حيث أقر له برنامج متكامل لتطويره وسيرى النور قريباً ، والهيئة تحرص على عودة الحياة للقرى التراثية وأمامها طريق لكي تهيئ المدارس والمجتمع المحلي على أن يتمتع بهذه القرى. وأضاف أن بلدة عيون الجواء ستكون ضمن روزنامة المهرجات المقامة بالمنطقة، معلناً أنها البلدة التراثية الثالثة بالقصيم بجانب الخبراء والمذنب حيث إنها فرضت نفسها. وأشار إلى أنه من سكان بيوت الطين لأكثر من 20 عاماً ، مشيداً بما رآه من عمل بقرية عيون الجواء التراثية، ومشيداً بأهل القصيم بأنهم أهل عمل وجد ومحبون لبلادهم، لافتاً سموه إلى أنهم في السياحة لا يواجهون صعوبة في السعودة، وإنما في سرعة تحقيق السياحة، مؤكداً أن السياحة ستكون واحدة من أهم ثلاثة قطاعات مولدة لفرص العمل حسب ما قاله وزير العمل، والسياحة هي ثاني قطاع مسعود بنسبة 26% بعد قطاع المصارف ، لافتاً سموه إلى أن المملكة مازالت متأخرة في قطاع السياحة الوطنية. بعد ذلك قام سموه بزيارة لجمعية حرفة ورعى اتفاقية للتعاون بين الهيئة والجمعية التعاونية النسائية متعددة الأغراض «حرفة» بهدف الاستفادة من تجربة جمعية حرفة الرائدة في تفعيل العمل الحرفي النسائي وإطلاق برامج تدريب مشتركة للحرفيين والحرفيات في المنطقة وتطوير بعض الحرف اليدوية والأكلات الشعبية التي تشتهر بها المنطقة. وقد أكد سمو الأمير سلطان بن سلمان بأن منطقة القصيم تفاجئ زائرها عاماً بعد آخر بما يشاهده من عمل متجدد ومتطور في المجال السياحي والتراث الوطني، مشيرا سموه إلى أن «القصيم» أصبحت مثالا يحتذى في العمل السياحي المنظم الذي تتشارك فيه الجهات الحكومية والقطاع الخاص والمجتمعات المحلية. وأضاف أن «القصيم تتميز بكرم أهلها ومقوماتها التراثية والطبيعية ومهرجاناتها وفعالياتها الناجحة، وهو ما جعل منها منطقة زاخرة بأنماط سياحية مميزة ومتنوعة تؤهلها لمستقبل سياحي متطور، مشيدا بالاهتمام الكبير الذي يوليه سمو أمير منطقة القصيم رئيس مجلس التنمية السياحية في المنطقة وسمو نائبه لتطوير القطاع السياحي ودعم المشاريع والأنشطة المتعلقة بالخدمات السياحية والتراث العمراني والآثار. ووقع اتفاقية للتعاون بين الهيئة العامة للسياحة والآثار وجامعة القصيم لتفعيل التدريب على المهن السياحية ومساهمة الجامعة بالشراكة مع الهيئة في تطوير مواقع التراث العمراني في المنطقة وإجراء بعض البحوث التطبيقية لخدمة التنمية السياحية وأهدافها المختصة في مجال السياحة الريفية والصحراوية في المنطقة، وقع الاتفاقية من جانب الجامعة مديرها الدكتور خالد الحمودي.