أنتم لا تفهمون نحن الذين نفهم فقط.. أنتم لا تعرفون مصلحتكم نحن أعرف بها منكم.. هذه الفكرة التي بدأت بها دراستنا، صحيح أننا فرحنا بها أشد الفرح لأنهم يريدون مصلحتنا واعتقدنا أننا لا نفهم وهم فقط الذين يفهمون، ولم نعلم أنهم قتلوا عقولنا وتفكيرنا من غير ما نعلم. إنها قصة «المعلم» و «عقل الطالب» التي أجزم بصحتها ليس لأني فقط سمعت بها بل لأنه حاول أن يغتال عقلي لفترة ليست بالقصيرة، صحيح إنهم لم يقتلوه لكنهم خدروه. كانوا يهينون شخصياتنا ويجمدون عقولنا بحجة الأدب وبسلطان العصي فصدقنا كلامهم واستمر التخدير. كنا نذهب إلى المكتبة المدرسية لكي نقرأ فما وجدنا إلا ما يعجز بعض أساتذة الجامعة أن يقرؤوه كالبخاري ومسلم وتاريخ الطبري..إلخ، من الكتب الدسمة وبعض القصص التي من اللون الأبيض والأسود الممزقة التي ما إن أمسكت صفحة منها إلا وسقطت الأخرى في يدك. ولكن المصيبة أنهم كانوا يقولون لنا: لماذا لا تقرؤون وفرنا لكم مكتبة رائعة. فقلنا لهم ببساطة: نحن لا نحب القراءة. فقالوا: أنتم أناس مهملون فصدقنا ما يقولون. وكنا نظن أن المشكلة، فينا لكن بعد زمن اكتشفت أننا كنا نملك القابلية للقراءة لكنهم ليس لديهم القابلية للتعليم فكرهنا القراءة بسبب كتبهم التي عجزت عقولنا أن تستوعبها، واتخذت عقولنا موقفا سيئا من القراءة بسببها واستمر التخدير. يسير الطالب في بعض مدارسنا مدانا حتى تثبت براءته، أفقدونا حتى الثقة في أنفسنا نشعر أننا مجرمون، في بعض الأيام نشعر أننا نعامل ببراءة وبحب وبود وبتغير في طريقة الشرح وهو اليوم الذي يأتي فيه المشرف الإداري. كانت مدارسنا تقول لنا المعلومة وتطبقها، فيقولون: إن النفاق حرام. ويطبقونه في يوم المشرف الإداري.