تفتتح صاحبة السمو الأميرة لطيفة بنت ثنيان بن محمد آل سعود رئيسة مجلس إدارة الجمعية السعودية لأولياء أمور ذوي الإعاقة مساء اليوم المعرض التشكيلي والأدبي المقام تحت عنوان «بين الظل والروح» لكل من الفنانة التشكيلية السعودية أشواق شتيوي والكاتبة السعودية رحاب الخشرمي، وذلك بمركز سيزان للفنون الجميلة بحي الحمراء بمدينة جدة، ويخصص اليوم الافتتاحي للسيدات فيما يفتتحه للرجال في اليوم التالي الدكتور عبدالمحسن بن فراج القحطاني رئيس النادي الأدبي بجدة سابقا، ويستمر المعرض عشرة أيام. من جانبه، قال مدير مركز سيزان للفنون الجميلة مشعل العمري «يقدم مركز سيزان تجربة جديدة لموهبتين قادمتين إلى ساحات الإبداع الفني والأدبي تتضمن تناغم شعري وبصري بين نصوص تشكيلية وأدبية»، مؤكدا أن التجربة سترفد الحركة الثقافية بأصوات وألوان واعدة يقتضي الواجب احتضانها ورعايتها والمحافظة على استمراريتها. وعن أعمال التشكيلية أشواق شتيوي قالت الناقدة التشكيلية فوزية الصاعدي «عند تأمل الأعمال التشكيلية للفنانة شتيوي نرى أنها ابتعدت عن الأنماط التقليدية للسمو بالرؤية الجمالية للمتلقي، معتمدة على الحس اللوني، فالبوح الذي نلمسه في تعبيراتها يظهر بمستويات متعددة، فحينا يبعث الهدوء والتأمل أو يؤسس للفرح، بينما يعكس أحيانا معاني درامية تظهر في صراع اللون وصرخاته من خلال تداخلات الألوان وانصهاراتها التي تمنحها نوعا من الإضاءة الجمالية». وعن ما سطرته الكاتبة رحاب الخشرمي من رؤى للأعمال الفنية لزميلتها الفنانة التشكيلية أشواق شتيوي قال الكاتب والناقد الأدبي عبدالله السمطي«حين تعانق الكلمة كلمة أخرى تعطي كلا منهما الأخرى دلالة جديدة، وسياقا مختلفا، هكذا يتسنى لنا أن نبوح في حضرة الكلمات، فما البال حين تعانق الكلمة بقعة لون شاردة، أو أفقا لونيا، صغيرا كان أم كبيرا، باهتا محايدا، أو شرها وطاغيا؟ ماذا يحدث حين تتسلل كلمة ما إلى جوانيات اللون، وتسترق السمع خلف خطوطه وظلاله ورمزيته؟ بل ما الذي يتشكل فينا، في حواسنا حين نلتفت أكثر لطزاجة الكلمات وهي تعطي مدلولاتها للوحة تشكيلية، أو لنساءل بالأحرى: ما الذي يجيش بوجداننا حين يصغي الحرف ويتكلم الرسم؟ إنها صناعة الفرح حين تطل من شرفات الكلام الذي يتوامض في خلفية اللوحة وفي بصيرتها الرهيفة التي تتجسد في لوحة تشكيلية لها ألقها وحضورها الفذ»، وأضاف«لنكن أكثر وثاقة بهذا الفرح الذي صنعته مخيلة طليقة بالكلمات، ومخيلة أخرى أكثر طلاقة عبر اللون، فنحن هنا حيال بلاغتين: الأولى تعبر بالأبجدية، والثانية تعبر بالألوان، هل نتمطى هنا حيال حواس لونية؟ وذاكرة يباغت فيها الظل الظل، ويفاجىء فيها الخط الخط، وتفجر فيها الكلمة الكلمة؟ إنه فضاء سماوي وأرضي، بصري وعقلي، واقعي ورؤيوي معا، في هذا الفضاء تتسلل كلمات رحاب الخشرمي لتتلاقى بألوان الفنانة أشواق شتيوي لتبوح أمام وميض اللوحة التشكيلية، وتكتسي بدلالاتها، فيما تكسوها هي بمعانيها المكثفة، لتنتصر نهاية الأمر للقارىء والمشاهد الذي يستأثر بهذا الفرح».