تمكنت الطبيبة السعودية سامية بنت توفيق بن صادق الشولي المبتعثة لإكمال تخصصها الطبي في علم المناعة التشخيصي وأمراض الحساسية في كلية الطب بجامعة كنجز كولج لندن الشهيرة مع فريق العمل المؤلف من الدكتورة كلوديا كامبر والدكتور جون كردون باكتشاف دور جديد للمكملة المنظمة البروتينية (CD46) في التئام الجروح نشرت في يوليو 2011 مع اثنين من زملائها هما جون كاردون وكلوديا كيمبر، من إجراء بحث طبي جديد، نشر في المجلة الطبية البريطانية (Frontiers)، واعتبر إسهاما مهما وفعالا في معالجة تسريع التئام الجروح. سامية الشولي طالبة متميزة وطبيبة ممارسة في الأصل تخرجت من جامعة الملك سعود كلية الطب 2007 وابتعثت ضمن برنامج خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله حفظه الله لإكمال دراستها التخصصية في علم المناعة التشخيصي في 2009. ويأتي اكتشاف هذا الدور الفعال للمكملة البروتينية والتي لم تكن معروفة من قبل في علم المناعة نتيجة إلى بحثها خلال مرحلة الماجستير. وقالت الطالبة سامية في تصريح ل «عكاظ» بعد إنهاء سنة الامتياز بتقدير ممتاز اتجهت لتخصص الباطنية لكني لم أجد نفسي به فأنا أحب التخصصات النادرة والجديدة ودائما أبحث عن التميز بكل شيء، فاتجهت لدراسة علم المناعة التشخيصي وخلال مرحلة دراستي وتدريبي في أرقى وأعرق مستشفيات لندن التابعة لجامعة كنجز كولج الشهيرة قمت ببحث لمرحلة الماجستير واستغرق مني 5 أشهر. في غضون هذه الفترة القصيرة حصلت على سبق عالمي باكتشاف الدور الفعال والجديد للمكملة المنظمة البروتينية (CD46) في التئام الجروح.. وهذا مما سيساعد في المستقبل بتطبيقه على المستوى الإكلينيكي واستخدامه كعلاج مناعي لكثير من أمراض الأمعاء الالتهابية والأمراض الخبيثة كالسرطان. وهذا الإنجاز أشاد به كل من المسؤولين بالمستشفى التابع لجامعة كنجز كولج بلندن، وقالوا إن هذا الاكتشاف الذي تحقق في 5 أشهر، وهي مدة قصيرة جدا يحتاج من طالب آخر رسالة دكتوراه مدتها من 3-4 سنوات حتى يتوصل إلى ما توصلت إليه وهذا إن توصل لذلك. وأضافت، حظيت النتائج التي توصلنا إليها بإعجاب المتخصصين في مجال علم المناعة وكان لها صدى واسع في المجتمعات العلمية ولذلك تم اختيار البحث من ضمن أبرز الأبحاث لتقديمه في المؤتمر السنوي للجمعية البريطانية لأمراض المناعة والحساسية (BSI December 2011) وكورقة علمية في مدينة نيويورك بالولايات المتحدةالأمريكية. وأعربت سامية عن شكرها لوالديها على متابعتهما وحرصهما على أن تحقق أفضل المستويات، وأضافت: أود أن أشكر ملكنا الحبيب ووالد الجميع الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود على النهضة التعليمية التي أسهمت باكتشاف العقول السعودية النابغة والتي سيكون لها الأثر الكبير والفعال في المسيرة التعليمية للارتقاء بمملكتنا الحبيبة ضمن أعلى المستويات. كما شكرت وزارة التعليم العالي ممثلة بالدكتور خالد العنقري لمنحها هذه الفرصة وتسهيل جميع العقبات في طريق المبتعثين، بالإضافة للسفارة السعودية والمتمثلة بصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نواف آل سعود وأيضا الملحق الثقافي البروفيسور غازي مكي لتقديم الدعم المعنوي وحرصهم على أبنائهم المبتعثين بالخارج، فسفارة المملكة العربية السعودية في لندن والملحقية الثقافية بمثابة البيت الأول لنا كطلبة وطالبات. وبالنسبة لخططها المستقبلية فإنها تأمل في الحصول على الزمالة الطبية البريطانية في علم المناعة وستحاول ذلك جاهدة بالرغم من جميع الصعوبات التي تقف في وجه الأطباء لإكمال التخصص الطبي بالمملكة المتحدة. وذلك لتخدم أبناء شعبها وترقى بالوطن إلى أعلى المراتب وتخطط أيضا لإنشاء مركز تدريبي معترف به عالميا لتدريب الأطباء السعوديين في تخصص علم المناعة التشخيصي ليستقطب بعد ذلك المتميزين من الدول العربية والغربية للحصول على التدريب في المملكة العربية السعودية في هذا التخصص. تجدر الإشارة إلى أن المبتعثة سامية، إضافة إلى تعلقها بمجال دراستها الطبية، وعملها طبيبة ممارسة، لها هوايات واهتمامات أخرى، فهي تهتم بالأدب وكتابة الشعر، حيث سبق أن صدر لها ديوانها الأول (ربى البيلسان) ثم كتابها الثاني وهو سلسلة (رسائل المنفى) عام 2012. وهي تعمل حاليا على كتابة ديوان شعري آخر بعنوان «زهرة اللوز» وقصة روائية، تأمل أن يطبعا قريبا. وتختتم بمقولة من كتاباتها ألا وهي «ألوان وطني تشعرني بالأمان فأخضرها يرمز لأعرق الحضارات وأبيضها يجسد منبع رسالة خاتم الأنبياء».