لم يكن يطمح عندما شد الرحال إلى الصين، إلا أن يكون طالبا مجتهدا ومبتعثا نبيها، يستحق أن يتمثل (اطلبوا العلم ولو في الصين). ولكن الأقدار وموهبته وذكاءه قادته باتجاه أكثر من التعلم والدراسة في الجامعة.. هذه هي بداية سيرة المبتعث السعودي في الصين عبدالمجيد سالم الفيفي، حيث إنه ما إن بدأ دراسته في السنة الثانية بكلية الطب، حتى اختارته لجنة إدارية وعلمية من مستشفى «بكين تيان تان بوخوا» ليكون أحد المتدربين وشبه العاملين في الفريق الطبي والعلمي الذي يجري أبحاثه المتقدمة في علم الخلايا الجدعية بالكلية. هنا نحاول أن نكشف بعض ملامح تجربة الفيفي المثمرة، ونطلع على آخر ما توصل له العلماء من أبحاث في هذا المجال، وتحديدا في الصين.. فإلى نص الحوار: • ما هي قدرة الخلايا الجذعية في علاج الأمراض المستعصية؟ كثير من الحالات المرضية التي جاءت لتتعالج بالخلايا الجذعية، نجحت في الحصول على مخرجات علاجية مرضية جدا تصل لحد التشافي، إلا أن معظمها كان في مراحل مبكرة من المرض، كما أن معظم من يستجيب بشكل سريع وإيجابي للعلاج هم الأطفال والمرضى ذوي الأعمار الشابة، ثم الحالات المرضية التي يتم علاجها مبكرا مهما كان عمر المريض. ومن مميزات العلاج بالخلايا الجذعية، أن لديها القدرة على تصحيح اعتلالات الشعيرات الدموية وجدارنها، ولذلك فهي تتسبب في وضوح الرؤية للمريض تلقائياً بإذن الله إلى جانب تصحيح اضطرابات السكري وتثبيط حدوث مضاعفاته، ومعالجة بعض من اعتلالات الكلى الناتجة من داء السكري. ومن المهم معرفة أن العلاج بالخلايا الجذعية لن يخرج عن 3 أمور: 1 - معالجة المرض بشكل جذري. 2 - معالجة للأعراض المصاحبة للمرض، ومن ذلك يتم تثبيط حدوثها أو عدم تفاقمها. 3 - أن لا يكون لها مفعول على المريض، وهو أمر مستبعد تماما، خاصة إذا ما اكتشف المرض مبكرا. فنسبة نجاح العلاج بالخلايا الجذعية دائما ما تكون عالية، إذا ما تم اكتشاف المرض مبكرا، ولذلك أخص من قد تجاوزت أعمارهم ال45 عاما من الجنسين، بضرورة إجراء الفحوصات الطبية الشاملة كل عام للاطمئنان على الصحة. • وهل يمكن علاج مرضى السكري بطريقة زرع الخلايا الجذعية؟ العلاج بالخلايا الجذعية للسكري يتم من خلال اتباع طريقة واحدة، وهي حقن الخلايا الجذعية في جسم المريض بطريقتين: مباشرة وغير مباشرة، وباستعمال نوع واحد من الخلايا الجذعية هو: خلايا طبقة الميزنكايم الجذعية ( Mesenchymal stem cells (MSCs))، حيث يتم حقن هذا النوع من الخلايا الجذعية في بنكرياس المريض عن طريق الحقن المباشر (جرعة واحدة)، والحقن غير المباشر عبر الوريد (أربع جرعات). وغالبا ما تكون أربع أو خمس جرعات فقط للدورة العلاجية في فترة تمتد بين 17 إلى30 يوما. ويقوم هذا النوع من الخلايا على تجديد ما قد تلف من أجزاء البنكرياس، كما أن جزءا منها سوف يقوم على إصلاح الشعيرات الدموية المدعمة لخلايا البنكرياس، مما قد يضمن بإذن الله وصول التغذية والتدعيم الدموي لهذه الأجزاء، كما تقوم بإصلاح الخلل المتفرق لمرض السكري الحاصل للأجهزة الأخرى، ومن ثم إبقاء مستوى السكر في الدم ثابتا بإذن الله. أما علاج مرض السكري من النوع الأول والذي يصيب الأطفال دون الكبار، والذي يتمثل في الخلل الذي يصيب الجهاز المناعي للطفل، فإن العلاج بالخلايا الجذعية يتطلب أن يكون من خلال النخاع العظمي والبنكرياس. • وهل هناك مضاعفات جانبية لهذه الطريقة من العلاج؟ عملية زراعة الخلايا الجذعية قد تسبب بعض الأثار الجانبية الخفيفة، والمتمثلة في ارتفاع درجة الحرارة، الشعور بالدوار والصداع، والكسل والخمول. هذه الأثار الجانبية لا ينبغي أن تزعج المريض لأن كثيرا من المرضى الذين سبق لهم العلاج بالخلايا الجذعية لم يصابوا بها.