التمدن والتطور الذي يجتاحنا... جعل من كل شيء قابلا للتعبئة!!! من المواقف إلى... المشاعر إلى الماء إلى المشروبات والعصائر !! وأينما اتجهت حولك.. معلبات... علب.. علب علب في كل مكان... ولم يعد مستهجناً ولا مستغربا أن حتى الأحاسيس صارت معلبة!!! والأغاني معلبة بعد تخزين القديم ثم استعماله من جديد على أصوات غير الأصوات التي كانت تغنيه وبصرف النظر عن تاريخ الصلاحية... غير أن ليس كل مقلد... فنان!! ولا كل من غنى أطرب!!! زمان... كانت سيدة البيت تقف بنفسها تعصر الليمون أو البرتقال لاستخراج شراب حلو طبيعي وطازج.. اليوم.. لا أحد يفعل ذلك..فالعصائر والمشروبات متوفرة بالكوم قوارير فوق قوارير معبأة ومحفوظة في معلبات ويقولون عنها «طازج» و «طبيعي»!!! والناس تصدق وتدفع ولا تسأل كيف يكون المعبأ طبيعيا وطازجا؟!! وللعلم... أي للمعلومية.. صار «المرقوق» يعبأ ! وكذلك «الفتيت» و «الكليجة».. وكل ما هو «تراثي» كان من صنع الأيادي الأمينة! باختصار نحن نعيش زمن «المعلبات» نأكل ونشرب ونتعالج ونحس «بالمعلبات»!! والأهم أن الماء صار في قوارير من البلاستيك!!! وعلى هذا الطاري يأتي السؤال بريئا كيف تنتشر التحذيرات من استعمال بعض أسماء المياه المعبأة في قوارير للشرب .. وتأتي هذه التحذيرات من جهات معروفة ومشهورة ثم لا تحرك هيئة الغذاء والدواء ساكنا!! ويظل الإنسان محتارا كيف يروي عطشه إذ أن «الماء» أصبح مشتبها به!؟ إلا الماء يا ناس بعض الأخبار المتداولة بين الناس تقول إن عددا من الوفيات بأمراض في الكلى والكبد.. كان وراء المرض قارورة الماء!!! أي كانوا – رحمهم الله – يشربون الماء عبر زجاجات غير صحية وغير لائقة للاستعمال الآدمي ! فإذا كان هذا صحيحا لماذا الصمت مستمرا وإذا كان غير صحيح لماذا يغيب التوضيح؟! وبعض الأخبار المتداولة تقول إن طرق تعبئة الماء في زجاجات... تعتمد أساليب غير سليمة ولا هي صحيحة ونتائجها كوارث صحية قاتلة!! فهل هذا صحيح؟! وإذا أردنا معرفة الصحيح من هي الجهة المخول إليها الإجابة عن السؤال بحيث تكون إجابتها هي الإجابة القطعية والنهائية؟ عجيب أمرنا حتى الماء يمر بضائقة في حلوقنا بعد انتشار الشبهات حوله ثم لا يتقدم احد لفرز وتفنيد الحقيقة من الادعاء ولا يزال الغموض سائدا حول مصانع المياه المسكوت عنها فلا إشارة تفيد بالضوابط لها والمتابعة والتدقيق في أساليبها!!! كما أن كثرة... وزيادة المعروض في السوق من قوارير المياه يدل أن الميدان مفتوح على مصراعيه!! فهل وصلت التجارة والغش التجاري والأساليب التجارية لبعض التجار إلى «الماء» وضرورته للحياة؟... حتى «الماء» !! صرنا نقرأ أخبارا تقول إن أفضل المياه المعبأة هي الفرنسية ثم بعدها اللبنانية أما السعودية فليست على قائمة الأفضل...فهل في الماء اختيارات؟! يعني ما يكفي الإنسان ما فيه حتى يصبح الماء عليه عزيزا ومريبا!! ما الذي يجري عن المياه سواء شرب أو وديان... أو مخزون نخاف عليه!! فأن لا يكون عندنا أنهار فهذا أمر الله. للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 152 مسافة ثم الرسالة S_ [email protected]