أحمد الجيزاوي أصبح اسما معروفا خلال أيام، تماما مثلما حصل ويحصل مع المشاركين والمشاركات في «ستار أكاديمي» و «سوبر ستار» و «عرب ايدول»، وهذا النوع من الشهرة أو النجومية الصاروخية صار متاحا لكل أحد، في زمن الانترنت وشبكات التواصل الاجتماعي، والمطلوب فقط أن تقوم بعمل غير مألوف أو ترتكب حماقة باسمك الصريح لينتشر خبرها في الشرق والغرب. وهذا الجيزاوي الذي نتكلم عنه صار موضوعا مفضلا ومجالا لتبادل الاتهامات، وانتقل من الفضاء الالكتروني إلى الصحافة المطبوعة وشاشات المحطات الفضائية، وربما زاد من شعبية الموضوع أن صاحبه محامٍ مسجل في نقابة المحامين المصرية. والمذكور كان قادما إلى السعودية بتأشيرة عمرة، وضبط في جدة ومعه واحد وعشرون ألف قرص ممنوع من التداول محليا، وقد وجدت مخبأة قي علب حليب وحافظات مصاحف شريفة طبقا لما نشر، والمدهش أن زوجته قالت بأنه لم يكن يعرف أنها ممنوعة في السعودية، مع أن كلامها لا يستقيم مع ما فعل خصوصا مع مكان الممنوعات. يحضرني فيلم لا أذكر عنوانه لنجم الكوميديا العربية الفنان عادل إمام، وفي الفيلم مشاهد تجمعه مع محامٍ ماكر وانتهازي من أصدقائه لا يصرح بتوجهه، ولكنه يردد كلمات تفضحه وتكشف انتماءاته وأسلوبه في التفكير، وقد اتهم هذا العملاق العربي بالإساءة للإسلام، وانتصرت جماهيريته وقدرته على ضبط النفس ضد من يحاول تصفية حساباته القديمة والخاسرة، وبالعربي الفصيح، الإخوان المسلمون يسيطرون تماما على نقابة المحامين، والكلام جاء على لسان محامٍ مصري اسمه أسعد هيكل، وهم ليسوا سيئين بالمطلق، وعندهم مثلما عند غيرهم، إلا أن الثابت في الأمور الدينية، انسجام الناس في المجتمعات العربية المتدينة مع من يجيد العزف على أوتار العواطف، ويوصلهم إلى درجة النشوة أو الانتصار الديني ولو بالكلام، في مقابلة معاكسة تشبه حالة ال «نيرفانا» الصوفية إن جاز التعبير، وهؤلاء يتسيدون المشهد المصري والعمل البرلماني في مصر، ولا يستبعد أن تكون الرئاسة من نصيبهم، ولديهم مشروع يتقاطع وإن لم يتفق مع منهج تصدير الثورة الإيرانية، وأيضا مرشد أو أب روحي تقترب امتيازاته من امتيازات المرشد الأعلى في الدولة الفارسية، والفارق أنهم يخلطون السم بالدسم ويقبلون بالتنازلات في سبيل الوصول لما يريدون سياسيا، والمعنى أن إيران ما بعد ثورات أو نكبات العرب، تشبه في صراحتها الحزب الجمهوري في أمريكا، والإخوان لا يختلفون في ممارساتهم السياسة عن الديموقراطيين الأمريكيين، ويجيدون اللعب من تحت الطاولة. علاقة الإخوان المسلمين بالسعودية مرت بأكثر من محطة ولكل محطة لون، وتأثرت بمتغيرات المنطقة العربية طوال السنوات الماضية، وحتى نفهم المسألة ونضعها في سياقها السليم والمحايد قدر الإمكان، لابد من أن نتوقف أمام لازمة تتكرر باستمرار في صورة أحداث ما بعد الثورة المصرية ضد السعودية، والمقصود لازمة «الدين» بمعناه الواسع، فالمحامي جاء بتأشيرة عمرة، والتهجم على السفارة السعودية في القاهرة كان بسبب التأشيرات الدينية، ونتيجة لما تناقلته صحف مصرية في أبريل عن تخفيض نسبة المعتمرين، ولست متأكدا من وجود أو عدم وجود معادلة متفق عليها حسب التعداد السكاني، كما هو الحال في موسم الحج، وأذكر أن توجيها ملكيا كريما صدر بخصوصها قبل سنوات. والاحتقان الثقافي والسياسي من مركزية الدور السعودي في العالم العربي، في حقبة عبدالناصر وزملائه لخصه المخرج أسامة أنور عكاشة يرحمه الله في مقابلة تلفزيونية مشهورة، واليوم أخذ الاحتقان شكلا دينيا واضحا، في إشارة مباشرة لهوية السيد الجديد في الشارع المصري، وأعتقد وقد أكون مخطئا أن من ينتقد التعامل السعودي مع موسم العمرة، ليس بعيدا عن المحامي المعتمر صاحب الممنوعات واختطاف الدبلوماسي السعودي في اليمن ومعاشرة الوداع وإرضاع الكبير. binsaudb@ yahoo.com للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 107 مسافة ثم الرسالة