رغم مرور نحو عامين على أمطار وسيول جدة، إلا أن بعض أحياء جدة ما زالت تعاني من هبوطات الأسفلت إلى الدرجة التي يصعب الدخول أو الخروج منها أو إليها. ويعتبر الأهالي أن عدم السرعة في معالجة الأمر، زاده صعوبة، بعدما باتت الحفر الوعائية تصطاد العابرين في الكثير من الشوارع. ولعل الملفت تلك الحفر والترقيعات في مخطط الرحيلي، التي يشير فيها الأهالي بأصابع الاتهام إلى الأمانة لغيابها عن المعالجات. ويشير عمار محمد الصوفي من سكان مخطط الرحيلي، إلى المعاناة منذ الأمطار والسيول التي شهدتها جدة خلال العامين الماضيين «حيث تضررت الشوارع وخلفت الحفر التي بقيت مفتوحة منذ ذلك الوقت، حيث تضرر منها الصغار قبل الكبار إذ وقع داخل إحدى الحفر طفل، ما دفعنا لإبلاغ بلدية ذهبان لأكثر من مرة ولكن دون جدوى، حيث يكون ردهم علينا: الانتظار، لا توجد ميزانية». ويرى عصام الغامدي أن على أمانة جدة أن تقف ميدانيا لإجراء مسح شامل على الشوارع وداخل الأحياء خصوصا التي تأثرت بالسيول والأمطار وأصبحت على وضعها، لأن بقاءها بهذا الشكل يزيد من المشكلة، وحتى وإن كانت هناك خطة لمعالجة شوارع جدة فنتمنى أن تشمل كل حي، إذ إن عمليات الترقيعات ومعالجة بعضها لم يعد مجديا فسرعان ما يتحول الشارع إلى مطبات وحفر مزعجة. ويشير يوسف الشاعري إلى أن واقع الشوارع في أحياء معينة من جدة بات لا يطاق وأن مركباتهم تضررت بشكل كبير بفعل الحفريات الصغيرة والكبيرة المنتشرة في كل مكان، خصوصا أنه لا يوجد شارع إلا وتوجد فيه حفر واضحة «وغير مستغرب أن تجد أمامك إطار سيارة أو مجسما أو حتى كرتونا تحذيريا من الوقوع في الحفرة». ولا يختلف الحال كثيرا في حي السامر الذي يرى أحد سكانه خالد محمد الصبحي، أن حيه من الأحياء المتضررة منذ كارثة جدة «ومع ذلك لم نشاهد إلا بعض أعمال الترقيعات وبعض الإصلاحات في الشوارع الرئيسة من الحي، فيما غابت السفلتة عن الشوارع الداخلية». من جهته، أكد المتحدث الرسمي لأمانة جدة الدكتور عبدالعزيز النهاري أن هناك خطة تنفيذية وضعتها أمانة جدة وخصصت لها ميزانية للأعوام الأربعة المقبلة، حيث من ضمن مشاريع الخطة حل مشكلة تردي الشوارع ووجود الآلاف من الحفر الوعائية، مبينا أن الأمانة أعدت دراسة شاملة لحل مشكلة الشوارع ومعالجتها وتحسين مداخلها واستخدام خلطة خاصة ثبت نجاحها عالميا. وبين النهاري أن النمو السكاني المتزايد لمدينة جدة واتساع النطاق العمراني بها وزيادة الأحياء السكنية وامتدادها الأفقي الواسع والسريع، أدى إلى وجود اختناقات في الحركة المرورية، وأصبح هناك العديد من الطرق والشوارع التي تحتاج إلى إعادة تأهيل لما تعانيه من تدهور حالتها بسبب مياه الأمطار وارتفاع مناسيب المياه الجوفية، إضافة إلى سوء معالجة طمر مشاريع الصرف الصحي وشبكة الكهرباء. وأضاف أن أمين محافظة جدة، وضع عشر أولويات لعمله ومن تلك الأولويات تحسين الطرق والشوارع ومعالجتها، ومن خلال 15 عقدا جديدا ستنفذ أمانة محافظة جدة العديد من المشاريع العاجلة لأعمال إصلاح أضرار الطرق الناتجة عن السيول والأمطار، مبينا أنه تم طرح وترسية خمسة مشاريع لأعمال إصلاح أضرار الطرق الناتجة عن السيول والأمطار بالبلديات الفرعية، مشيرا إلى أن ميزانيات مشروعات الصيانة تصل قيمتها الإجمالية إلى 160 مليون ريال.