إن الأخلاق ركن ثابت في الإسلام، فنجد النبي صلى الله عليه وسلم جعلها مقرونة بدخول الجنة فقال عليه السلام «إن المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم». وقد أقر الإسلام الرياضة وشجع عليها وبذلك يتضح لنا مدى مرونة الإسلام وشمول هدايته لكل مظهر من مظاهر الحضارة الصحيحة. وإن الرياضة لا تؤتي أكلها إلا إذا اقترنت بالأخلاق والحفاظ على الآداب والبعد عن التعدي والتصدي للآخرين ونبذ العصبية والبعد عن الشماتة. حيث أنه يجب أن يكون هناك نوع من مرونة الروح وتقبل الهزيمة فقد قال صلى الله عليه وسلم «إن حقا على الله أن لا يرفع شيئا من الدنيا إلا وضعه» وذلك ليهدي من ثائرة المتحمسين له، وقد قال لعائشة لما سبقها «هذه بتلك». والآداب الإسلامية تحتم عدم نسيان الشرف والذوق عند المخاصمة في كل مناحي الحياة وأيضا في الرياضة ولا سيما عند عدم حدوث المراد فقد قال صلى الله عليه وسلم آية المنافق «إذا حدث كذب، وإذا أؤتمن خان، وإذا وعد أخلف، وإذا خاصم فجر». فيا معشر القوم يجب أن نمارس الرياضات في إطار ديني، فديننا فيه من المرونة ما يكفي لنمارس ما نصبو إليه دون إضرار بأحد، والبعد كل البعد أن يلهو بها الناس حتى ينسوا الواجبات الدينية والوطنية وتصبح مصدر أذى وضرر ومنبر تصفية للحسابات ومعقل للخصومات والمناورات. ومن الآداب أيضا أن تختار أوقات إقامة الرياضات الجماعية المهمة كالبطولات فلا نعمد أن نقيمها في أوقات أمتنا الإسلامية تمر بظروف عصيبة فتلهينا عن مؤازرتهم، ولا نقيمها في أوقات يكون غالبية الطلاب يستعدون أو يؤدون الاختبارات، فذلك من حسن التخطيط وتدبر الأمور الذي حث عليه ديننا الإسلامي. وإنه من حسن الأدب تصميم ملابس رياضية أكثر سترا لا تكشف العورة ولا تشفها. كما يجب عدم اقتحام رياضات مخالفة لطبيعة الجسم البشري لكل جنس. والبعد كل البعد عن تناول المنشطات التي تدعم الأداء ففي ذلك غش واضح، قال صلى الله عليه وسلم «من غشنا فليس منا». كثيرا ما تؤثر نتائج الرياضات على الأمزجة والتصرفات والأخلاق وعلى الحياة الاجتماعية بشكل كبير فلنعلم أن تلك الرياضات ألعاب نلهو بها لمتعنا فقط فلا ندع تأثيرها يدمرنا. وللعلم: إن الإسلام عندما يبيح شيئا ويجيزه يجعل له حدودا تحافظ على اعتداله وتضعه في إطار يتسق مع الحكمة العامة للتشريع، وفي تلك الأطر والحدود نمارس ونستمتع بالرياضة وإلا كان ضررها أكبر من نفعها.