أكد الأمين العام للهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن والسنة الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز المصلح، أن الإعجاز العلمي في القرآن والسنة، له فضله في هداية الكثيرين لاعتناق الإسلام، حيث بهرتهم تلك المعجزة الخالدة التي أشارت قبل 1400 عام لبعض ما توصل إليه العلم من حقائق ثابتة في الكون والنفس. وأوضح أن الإعجاز العلمي أحد المؤثرات التي أسهمت في إبطال دعاوى الجاهلين، المنادين بفصل الدين عن الدنيا، ليؤكد الارتباط الوثيق بينهما، وأن الدين جاء لصلاح الدارين معا الدنيا والآخرة، كما استطاع هذا الاتجاه أن يعزز من ثقة المسلمين بأنفسهم، فيقوي من إيمانهم ويقينهم بربهم سبحانه، الذي أيدت نظريات العلم الحديث كلماته المباركة التي تنزلت منذ زمن بعيد قبل عصر النهضة والتقدم العلمي. وفي ظل ما يعانيه الإسلام من حملات التشويه والإساءة، بين المصلح أن هذا العلم يأتي ليزود عن حياض الدين، ويثبت للمخالفين الحاقدين، قلة حيلتهم وضآلتهم أمام نبوغ معجزته التي أظهرت ما جهدت فيه قريحة علمائهم. مفهوم الإعجاز بدأت مع الدكتور المصلح حول أهمية الإعجاز العلمي القرآني والنبوي، فأوضح أن الإعجاز في اللغة هو الضعف والفوت والسبق، ومنه المعجزة وهي الأمر الخارق للعادة المقرون بالتحدي، وسمي القرآن معجزا لعجز العرب عن الإتيان بمثله، بعد مطالبتهم بذلك في نحو قوله تعالى (وإن كنتم في ريبٍ مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين)، مشيرا إلى أن العلم اختلف في تعريفه على أقوال، أصحها أنه معرفة الأشياء على حقائقها. أما الإعجاز العلمي في اصطلاح المعاصرين فهو: إخبار القرآن الكريم أو السنة النبوية بحقيقة أثبتها العلم التجريبي وثبت عدم إمكانية إدراكها بالوسائل البشرية في زمن النبي صلى الله عليه وسلم. الدعوة والإعجاز • وما فائدة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة للدعوة الإسلامية؟ • لا شك أن الإعجاز والتفسير العلمي، يظلان من أهم المؤثرات التي أسهمت في إبطال دعوى فصل الدين عن الحياة، وإثبات خطأ تلك الدعوى الكاذبة الخاطئة، التي ينادي بها العلمانيون والملحدون، من خلال نتائج البحوث والدراسات العلمية التجريبية، مما أسقط في أيدي أعداء الإسلام، ورفع من شأن المسلمين، وأعاد لهم الاعتبار والثقة بدينهم وأمتهم، وأدركوا جهود علمائهم في كافة مجالات المعرفة، التي شهد بها الغربيون أنفسهم، وظلوا يعتمدون عليها حتى وقتٍ قريب. وبذلك رجعت للمسلمين هيبتهم الثقافية والعلمية، وبدأوا يعتزون بماضيهم العلمي الحضاري، ويشعرون أن تأخرهم ليس بسبب دينهم، إنما هو من عند أنفسهم، وحينما يغيرون منها، يتغير الواقع تبعا لذلك مصداقا لقوله تعالى (إن الله لا يغير ما بقومٍ حتى يغيروا ما بأنفسهم). إقامة الحجة •وهل ترون أن الحاجة ملحة هذه الأيام للحديث عن الإعجاز العلمي؟ • نعم، لا يخفى علينا أننا في حاجة إلى ذلك؛ لا سيما وقد زعم المستشرقون أنهم علميون وأصحاب مناهج علمية، فنحن نأتيهم من هذا الباب لإقامة الحجة عليهم وإبطال مزاعمهم. • لكن البعض يفسر الولع بالحديث عن الإعجاز العلمي، بأنه نوع من المقارنة مع الغرب أو رغبة في الفرار من الإحساس بالفشل العلمي.. ماذا تقولون؟ • هذا افتراء محض يدحضه اعتراف الغرب أنفسهم أننا أرباب الحضارة، فقد درس بيكون عند تلامذة تلاميذ الدارسين في الأندلس على أيدي المسلمين، واعترف الرئيس الأمريكي الأسبق نيكسون، في كتابه (الفرصة السانحة) بأن التقنية الحديثة في بلاد الغرب قامت على جهود المسلمين وحضارتهم، كذلك زيغريد المستشرقة الألمانية في كتابها (شمس العرب تسطع على الغرب). وهناك علماء مسلمون كثير، مثل: عناية الله المشرقي مخترع القنبلة الذرية هندي مسلم، وفاروق الباز عالم الفضاء والجيولوجيا الشهير مصري مسلم، وعبدالقدير خان عالم الطاقة النووية باكستاني مسلم، وأعلم الأطباء في الجراحة الدكتور قريشي باكستاني مسلم، وغير ذلك في كثيرٍ من المجلات. الإعجاز والتفسير • ولكن، ما الفرق بين الإعجاز العلمي والتفسير العلمي؟ • التفسير العلمي: هو الكشف عن معاني الآية أو الحديث، في ضوء ما ترجحت صحته من نظريات العلوم الكونية. أما الإعجاز العلمي: فهو إخبار القرآن الكريم، أو السنة النبوية، بحقيقةٍ أثبتها العلم التجريبي أخيرا، وثبت عدم إمكانية إدراكها بالوسائل البشرية في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم. • ما هي الضوابط التي وضعتها الهيئة للأبحاث المقدمة للإعجاز العلمي؟ • وضعنا في الهيئة العالمية للإعجاز العلمي ضوابط ومناهج لمن يريد الكتابة في هذا المجال، حيث توافي الراغبين في الكتابة في هذا المجال بنسخ من شروط وضوابط البحث، وتنير لهم الطريق حتى لا تزل بهم الأقدام، فيعود عملهم علينا بالخسارة، والهيئة لا تعتمد كتابة الباحث الذي لا يعمل بتوجيهاتها النافعة التي تجنبه المحاذير، وأكدنا للباحثين أنه لا يجوز التوفيق بأي شكلٍ أو طريقة بين النظريات المتغيرة المتبدلة والإعجاز العلمي؛ لأن هذا العمل إثمه أكبر من نفعه، أما التوفيق بين الحقيقة الشرعية والحقيقة العلمية المستقرة، فهو فرض كفاية لحاجة الدعوة اليوم إلى من يطابق بين الحقيقة الشرعية القطعية وبين الحقيقة العلمية القطعية، وأبلغنا الباحثين في قضايا الإعجاز أن هناك تجربة وملاحظة ونظريه، وهناك مرحلة نهائية هي الحقيقة العلمية المستقرة التي لا يأتي الزمن بنقضها وإنما يزيدها جلاء ووضوحا وتأكيدا، هذا بالنسبة للإعجاز العلمي.