أكد عدد من المختصين أن مواجهة مشكلات الأمة تتطلب دراسة متأنية ودقيقة تقوم على رصد المشكلة موضوعيا، وهي بأمس الحاجة لرؤية واقعية تحدد وجهتها بوضوح، وتحتاج إلى تفعيل الجهود للوقوف صفا واحدا في مواجهة مخططات الفرقة والفتنة والتفتت، بتبني رؤية عملية وواقعية، ووضع استراتيجية شاملة وفاعلة للإصلاح. إلى ذلك، أكد الأمين العام للندوة العالمية للشباب الإسلامي الدكتور صالح الوهيبي أن المشكلات التي تواجهها الأمة الآن سواء من الداخل أو الخارج، والتغيرات الحادة التي تشهدها المنطقة، والتي تلقي بآثارها سلباً وإيجاباً على جميع الدول العربية والإسلامية تتطلب دراسة متأنية ودقيقة، تقوم على الرصد الأمين والموضوعي للمشكلات التي تواجه الأمة الإسلامية الآن، والحلول الممكنة لهذه المشكلات للخروج من المأزق الذي تعيش فيه، موضحا أنه «لا يمكن تجاهل الأوضاع التي تعيشها بعض الدول، وحالة عدم الاستقرار والاضطرابات الأمنية، والتخلف الاقتصادي، والمشكلات الاجتماعية، وحالة الانسداد السياسي، كل هذه الأمور تتطلب نقاشا واضحا وأمينا ورؤية شاملة. ورأى الأمين العام المساعد لرابطة العالم الإسلامي الدكتور عادل بن علي الشدي، أن الأمة تحتاج أكثر من أي وقت مضى إلى أن يضطلع علماؤها ومفكروها وقادة الرأي فيها بدورهم في انتشالها من الوضعية التي تعيشها، وتحمل مسؤولياتهم الدينية والتاريخية ليقدموا للأمة حلولا شرعية عملية لمشاكلها الكبرى بدراسة واقعها باستفاضة، وتحليل مشاكلها، وتعميق النظر في أسبابها، والأخذ بالاعتبار الواقع المحيط بالأمة في الأمم الأخرى. والأحداث الأخيرة التي مر بها العالم العربي والإسلامي كشفت عن حراك هائل في أوساط الشباب المتطلعين إلى مستقبل أفضل، ومحاولات كبرى لتمزيق وحدة الأمة الإسلامية، ونشر المذاهب المنحرفة والحزبيات التي تفرق المسلمين وتجعلهم شيعا وأحزابا. وقال رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية والقانونية الدكتور أنور ماجد عشقي: مشكلتنا كمسلمين لم نفرق بين الإسلام كدين والإسلام كحضارة وتنظيم، فالإسلام كدين واضح لا غبار عليه فهناك عبادات ومعاملات، فالعبادات هي التي تحدد العلاقة بين العبد وربه، والمعاملات هي التي تحدد العلاقة بين الإنسان وغيره، والأخلاق هي التي تصنع العلاقة بين الإنسان وذاته كي يكون مؤهلا للعبادات والمعاملات، وأضاف معقبا: الإسلام كحضارة فهذا يعني عمران الأرض وهذا العمران يتكون من فكر إنساني وتطبيق بشري؛ لأن الحضارة هي التجسيد الفكري للأمة، فالحضارة ما نفكر والمدنية هي ما نطبق.