تفيد استطلاعات الرأي أن 45 مليون ناخب فرنسي سيتوجهون اليوم إلى الاقتراع في الجولة الأولى للانتخابات الفرنسية، وسط تراجع الحماس في حملة طغت عليها الأزمة الاقتصادية ومخاوف ارتفاع نسبة الامتناع عن التصويت. ويتطلع نيكولا ساركوزي المرشح المنتهية ولايته والذي يشهد له بالحيوية والإقدام إلى أن يكون الزعيم الأوروبي الوحيد الذي ينجو من عاصفة الأزمة المالية الأوروبية التي أطاحت بحكومات روما وأثينا ولندن ومدريد. لكن استطلاعات الرأي تصر على فوز خصمه الاشتراكي فرنسوا هولاند في الدورة الأولى بفارق ضئيل. بينما تشهد الدورة الثانية اكتساحا شاسعا لصالحة ليكون الوجه المقبل لحكم الجمهورية الفرنسية وذلك بنسبة 58 مقابل 42 لصالح ساركوزي. ويبدو هولاند بشوش الوجه يحبذ الإجماع بين الفرنسيين متوعدا الأثرياء ودحر قوة المال من كاهل الطبقة الساحقة، بينما يبدي التزاما بعدم التطاول على التزامات فرنسا المالية. وبدا من الصعب أن يلحق بقية المرشحين بالاثنين الأوفر حظا رغم أن ممثلة أقصى اليمين مارين لوبان وممثل اليسار الراديكالي جان لوك ميلانشون العدوان اللدودان من تيارين سياسيين متناقضين، يتطلعان للوصول إلى الدورة الثانية حيث يمثلان تيارا احتجاجيا قويا. وقد شكل ميلانشون مفاجأة الحملة الانتخابية وحشد أنصاره في ساحات في الهواء الطلق وبدأ حديث الفرنسيين في المقاهي والملاهي عن شخصيته الجذابه وليس عن برنامج عمله، وتوقعت الاستطلاعات فوزه بنحو 15في المئة من أصوات الناخبين وقد يؤثر على فرانسوا هولاند حتى يضفي على خطابه مزيدا من «اليسارية». ويترنح مرشح الوسط فرانسوا بايرو عند 10في المئة من الأصوات بينما يفترض ألا يلعب المرشحون الخمسة الآخرون سوى دور ثانوي بمن فيهم القاضية السابقة إيفا جولي مرشحة الخضر وأنصار البيئة. هذا وتجدر الإشارة إلى أن حادثة تولوز الأخيرة والتي قتل خلالها أربعة تلاميذ من مدرسة يهودية على يد شاب فرنسي من أصل جزائري أعطىت للحملة الانتخابية زخما حاول ساركوزي الاستفادة منه الأمر الذي أدى إلى إمكانية سحب البساط من تحت أقدام ماريان لوبان.