الربيع العربي عبر عن موقف الشعوب من منصب الرئيس! فكل الشعب يريد أن يكون رئيسا!!! بدليل التهافت الذي نشهده للحصول على هذا المنصب الرفيع الذي لم يعد رفيعا كما كنا نعتقد! كل من هب ودب طامع فيه واشتدت حمى السباق وآخرهم أخوكم (سعد الصغير) الذي قدم نفسه للجماهير تحت شعار يقول (أنا واد جدع وطيب... وعارف ظروفكم كويس... وماشي بما يرضي الله.. جد ماليش في الهزار.. حخدمكم ليل نهار... من الآخر وباختصار أنا عايز أبقى الريس... مرشحكم للرئاسة أخوكم سعد الصغير)!!! واستعراض أخوكم سعد الصغير (الرئيس المنتظر) لا يختلف عن استعراض أخوكم نجاد (الرئيس المتكبر)!! فالأول يحلم والثاني يحلم أيضا الفرق أن الأول لا يزال في الطابور أما الثاني وصل عليه الدور ولا يزال يحلم!!! الأول يستعرض شعاراته والثاني يستعرض زياراته! وأصبح العالم يتفرج على مشاهد رئاسية هزلية لا تحدث إلا في مسرح البلاد الإسلامية!!! وفات على الناخبين والحالمين أن مسائل الزعامة والرئاسة لابد لها من مواصفات شكلية وضمنية لاختيار الرئيس! ولا ينفع الاعتماد المطلق على الشعبية السوقية في مواصفات المرشح لأنها وحدها تقود إلى التهلكة! فلم يعد العالم من حولنا خاضعا للعنتريات أو الاستعراضات أو التصرفات البهلوانية! وحيث يكون الإنسان تكون أهميته وبقدر ما نحتاج إلى زعماء ورؤساء نحتاج أيضا سائقين وسباكين ونجارين وفنانين! ومن الخطأ تبادل المواقع فمن هو في هيئة سائق لا يصلح أن يكون محل الزعيم! ومن هو «فنان» يغني... لا يصلح أن يترشح لمنصب الرئيس فهل يغني هناك أيضا!! والأخطاء المتكررة هي التي تكشف عن صلاحية المرء وفي أي موقع يكون! فبعض الأشخاص ملامحهم وتصرفاتهم تضعهم في المكانة التي يستحقونها وانقلاب المفاهيم وغياب الوعي الموضوعي جعلا من أي أحد في مكان الرئيس! لذا تكثر الاستعراضات على مسارحنا آخرها زيارة نجاد إلى الجزيرة الإماراتية المغتصبة... فهذه الزيارة تدل على أن المنصب الرئاسي جلس عليه الإنسان الخطأ.. لأن الزعيم لا يغفل عن تقدير النتائج ولا يمكن أن يعري نفسه أمام الآخرين!