وددت لو كان هناك يوما في كل فصل دراسي من كل عام، يتنازل فيه مشرفو التربية والتعليم الإداريون والتعليميون خصوصا من لهم فترة طويلة عن الميدان التعليمي ليعودوا معلمين ليوم واحد فقط، يعاملون فيه معاملة المعلم من حيث الدوام الرسمي، والحضور والغياب والتأخر، وحصص الأساس والاحتياط والأنشطة اللا صفية ...إلخ. مجرد اقتراح لا أكثر ولا أقل؟. ورب سائل: ولكن لماذا؟ لأنه باختصار في كل عام ينتج جيلا بعيدا عن الجيل الذي سبقه في سلوكياته، بحيث يتعين على المشرف أن يلاحظ الفرق عن كثب حتى يستطيع الحكم، ولا يكتفي بإعطاء التوجيهات لمعلميه، اختلاط المعلم مع الطالب من ست إلى سبع ساعات يوميا، واختلاف سلوك وعقليات الطلاب، ومراعاة فروق السن والمرحلة العمرية، واحتواء جميع نفسيات وعقليات التلاميذ بسياسة حكيمة وحلم وصبر، كل هذا الوقت في اليوم الواحد وعلى مدار عام دراسي كامل، مما يعتبر جهادا قد يؤدي بالمعلم إلى حالات انهيار وعدم المقدرة على اكمال مسيرة التعليم، ونتيجة لذلك قد يتغيب عن المدرسة، أو يصاب بحالة تبلد، ولكن متى؟ في حالة عدم احتوائه هو من قبل إدارته، التي تملك قوى جبارة على رفع معنويات معلمها وإعطائه الحافز النفسي الفعال لإكمال مسيرته التعليمية والوقوف بجانبه واحتوائه ومراعاة جميع ظروفه، والعكس صحيح. (يوم المعلم) كان عبارة عن ورود يوزعها المدير في (طابور الصباح) على معلميه، والآن أصبح (عام المعلم) الذي توسع إلى ندوات واجتماعات وقصائد شعرية ومسابقات وشعارات، وليس المقصود هنا معلم الشاعر الذي ينشد له طالبه: «قم للمعلم وفه التبجيلا»، إنما معلم الطالب الذي ينشد له:«قم للطالب وفه التبجيلا». لينة عباس (جدة)