كشف مديرو مستشفيات كبيرة في جدة أن 70% من المرضى الذين يراجعون الطوارئ هي حالات باردة بإمكان علاجها في المراكز الصحية، بينما يمثل 30 % من المرضى حالات طارئة كالحوادث المرورية والعمليات المستعجلة. وأوضحوا أن العديد من المرضى يفضلون التوجه إلى طوارئ المستشفيات بدلا من المراكز الصحية اعتقادا منهم أن الخدمات المقدمة في الطوارئ ستكون أفضل وأسرع. ويرى مدير مستشفى الملك فهد الدكتور سالم باسلامة، أن أكثر الحالات التي تشغل طوارئ المستشفيات الكبرى هي حالات باردة وغير حرجة وبالإمكان علاجها في المراكز الصحية المنتشرة، وهو ما يربك آلية العمل في الطوارئ لانشغال طبيب بحالة باردة على حساب حالة قد تصل طارئة وتستوجب تواجد استشاري الطوارئ في الموقع. وأضاف: «المستشفى وضع آلية لفرز الحالات في أقسام الطوارئ تتمثل في 5 نقاط تشمل الأولوية للحالات الطارئة الخطيرة التي تحتاج إلى أجهزة تنفس، الحالات الحرجة التي لا تحتاج إلى جهاز تنفس، حالات ارتفاع الضغط وغيبوبة سكر، الحالات التي تحتاج إلى العمليات الطارئة كالكسور والزائدة وغير ذلك. خامسا حالات ارتفاع الحرارة». ولفت الدكتور باسلامة إلى أن المستشفى لا يرفض أي حالة مهما كانت طبيعتها من منطلق إنساني، حيث يتم تشخيص الحالات في عيادات الفرز، وفي حالة وجود حالة باردة فإنه يتم تشخيصها وتوجيهها إلى أقرب مركز صحي. وأشار الدكتور باسلامة إلى أن الوعي الصحي لدى المواطن كفيل بعدم إشغال الطوارئ بالحالات الباردة، فالمراكز الصحية تقوم بجهود كبيرة في علاج الأمراض ولديها كادر استشاري متخصص في كل التخصصات. ويتفق مدير مستشفى الثغر الدكتور ناصر الجهني على أنه للأسف هناك 70% من المرضى الذين يراجعون المستشفيات لا يحتاجون إلى الطوارئ وتنحصر إصاباتهم على النزلات والزكام وأمراض بسيطة بإمكان علاجها في المراكز الصحية. ونوه الدكتور الجهني أن المستشفيات وضعت آلية فرز مقننة في الطوارئ يتم بموجبها توجيه المريض إلى المكان الصحيح بعد تشخيص حالته، ولاسيما أن حالته ليست خطيرة وباردة بإمكان علاجها في أقرب مركز صحي، مشيرا إلى أن الوعي الصحي لدى المرضى يسهم في الحد من الإشكاليات التي تواجهها أقسام الطوارئ. وبعرض إشكاليات الطوارئ على مساعد مدير صحة جدة الدكتور تركي الشريف كشف أنه يلاحظ من خلال سجلات الطوارئ أن أكثر المرضى المراجعين يمثلون حالات باردة بإمكان علاجها في المراكز الصحية، موضحا أن هذه الفئة تتجاهل المراكز الصحية وتتجه للمستشفيات اعتقادا بأن خدماتها أرقى. ونوه الدكتور الشريف أن الغالبية العظمى من المرضى لا يدركون مفهوم الطوارئ والحالات التي يجب أن تشخص هناك، فيصرون على التوجه إلى المستشفيات، وبذلك فإن الوعي الصحي في فهم الطوارئ يجنب الكثير من الإشكاليات التي تواجها أقسام الطوارئ بتردد الحالات الباردة.. وأشار إلى أن هناك مراكز صحية تعمل على فترتين حتى تستطيع تقديم خدماتها للحالات الباردة وإن استدعى الأمر علاجها في المستشفيات فإنه يتم تحويلها إلى المستشفيات.