أفول نجم أعضاء الشرف في الأندية مرتبط بالخصخصة، فمع خصخصة الأندية سيختفون وسيحل محلهم جمعية عمومية ذات مسؤوليات قانونية محددة، ولعل المتابع لحال بعض الأندية الحالي من حيث السيولة المالية ومواقف أعضاء الشرف يجد شحا مفسرا لذلك! فمن الأجدر والأولى لعضو الشرف أن يحتفظ بسيولته النقدية لحين تفعيل الخصخصة فيستثمر أمواله بطريقة ذكية عوضا عن الوضع القائم من تقديم معونات يأخذ مقابلها بعض دعاية سواء أراد ذلك مباشرة أو سعى لذلك بطرق غير مباشرة. لطالما تلاعب (البعض) من أعضاء الشرف بمصير الأندية وارتهنوا مستقبلها بل وحاضرها بأمزجتهم بل ووضعوها في مسار نسقهم الفكري والاجتماعي حتى أن هناك بعض أندية قد تفوق شهرة عضو الشرف فيها النادي ذاته، وفي المقابل هناك من أعطى بلا حدود وليس ماليا فقط بل بشخصه وقدراته، وكل نادي في السعودية يعي ذلك ويعرفه جيدا ويبقى الفضل لأهله. وستظل هذه الأندية والرياضة من خلفها مرتهنة لزمن طويل لمزاجية أعضاء الشرف، ولهم كل الحق فمن يقود الدفة يتحكم في اتجاه السفينة!! اعتقد بأن أعضاء الشرف في جميع الأندية هم أحد رجلين، الأول مقتنع بما هو عليه حاليا ولا يطمح لأكثر من ذلك ويدفع على قدر ذلك، والثاني مخطط لمدى أبعد وأفق أرحب، ولعلي أقترح على من يمتطي صهوة حصان الرجل الثاني أن يبدؤوا في تشكيل مرجعية وإطار يجمعهم ويحدد مصالحهم في مواجهة ما سيرد من لوائح وأنظمة في الخصخصة وذلك لأسباب منها: • أنهم الشريحة الأقرب وقد تكون الوحيدة التي تنافس على الاستثمار في الرياضة. • بصدور اللوائح والأنظمة وهي كما تعودنا ستكون تجريبية (كما هي حال نقل الخبرات الأجنبية لتطبيقها في مجتمع نامي وريعي) ولن تكون هناك تعديلات بها إلا على أشلاء الأخطاء في النظرية والتطبيق وعندها سيكون الوقت متأخرا. • من حق هؤلاء الأعضاء أن يكون لهم كيان مادي ومعنوي وقانوني يساعد ويدعم ويوجه عملية الخصخصة بما لديهم من خبرات متعددة وهذا في النهاية يصب في مصلحة الخصخصة نفسها وتجنب الأخطاء قدر الإمكان. • انطلاقا من قاعدة (شركاء وليس أجراء) فهذه المرجعية ستطرح بكل احترافية وقانونية مطالب وتصورات وتحفظات المستثمرين من أعضاء الشرف مما يتيح الفرصة للجهات المشرفة على الخصخصة للاطلاع المبكر ومعرفة بعض النتائج المتوقعة. إن انتقال الأندية من طور (الريعية) إلى طور (الاحترافية) ثم (الخصخصة) يعني تغييرات جذرية تبدأ أولا من طرائق التفكير وأساليب التدبير وصولا إلى المشجع والمنتمي للنادي، وبكل تأكيد فإن تخصيص الأندية ودخول القطاع الخاص يعني الانتقال الأكيد من طور (الريعية) إلى طور (الربحية) ويظل من المهم والحاسم النظر والتمعن في تقبل المجتمع للتجربة ليس في وقت التنظير الراهن ولكن في زمن التطبيق الفعلي. تغريده: يستطيع الناس أن يعيشوا بلا هواء بضع دقائق وبلا ماء أسبوعين وبلا طعام حوالى شهرين وبلا أفكار سنوات لا حصر لها. [email protected]