أعلن رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الدكتور عبد اللطيف آل الشيخ أنه سيوقف أنشطة ما يسمى ب(الحرس الشرعي) التي ظهرت في بعض الأسواق والمجمعات التجارية، مؤكدا أن (هذا العمل مخالف للأنظمة وسنسعى إلى تحجيمه مع الجهات العليا)، وقال في تصريح لجريدة الحياة: (وجدنا أن بعض إدارات الأسواق والمجمعات التجارية وخصوصا شمال الرياض بدأت توظيف أشخاص تحت مسمى الحرس الشرعي وهم يوحون للمتسوقين بأنهم أعضاء هيئة وهم في الحقيقة ليسوا برجال الهيئة ويمارسون تصرفات غير مرضية بالنسبة لنا وتسيء لرجال الهيئة). ملخص تصريح الدكتور آل الشيخ أن (الحرس الشرعي) غير شرعي !، والتحليل البديهي للخبر هو أن أصحاب المجمعات التجارية والمولات ربما واجهوا صعوبات في الحد من بعض المعاكسات التي عجز عن إيقافها حراس الأمن فقالوا: (مالها إلا مطاوعة) !، فاستأجروا (مطاوعة) يوحون للمتسوقين بأنهم رجال هيئة كي يسير الجميع على السراط المستقيم !. وبالطبع مثلما يعتمد توظيف حراس الأمن في المجمعات على أسس شكلية ومظهرية مثل الطول والبنية القوية فإن توظيف (الحراس الشرعيين) يعتمد على صفات شكلية ومظهرية مثل أن يكون طالب الوظيفة ملتحيا ويلبس ثوبا قصيرا ويضع على رأسه غترة دون عقال، المظهر هو الأساس في هذه الوظيفة أما مبدأ العمل فيعتمد على نظرية أن الناس (تخاف.. ما تختشيش) !. التكتيك الذي اعتمده أصحاب المجمعات التجارية لضبط الأسواق يعمل عنوان (الخوف من رجل الهيئة) بالنسبة للمزعجين أو عنوان: (الاطمئنان إلى وجود رجل الهيئة) بالنسبة لمن يطالهم إزعاج المتسكعين، وحسنا فعل رئيس هيئة الأمر بالمعروف حين سعى لإيقاف هذه المهزلة بعد أن نجح في بداية توليه المنصب في إيقاف نشاط ما كان يسمى ب(المتطوعين)، فمثل هذه الأعمال تسيء للهيئة وتخلق حالة من الارتباك القانوني فيصبح كل من هب ودب قادرا على التدخل في الشؤون الشخصية للناس. فعلا لم يكن ينقصنا إلا (مطاوعة) قطاع خاص كي تكتمل اللوحة السوريالية !، لذلك أتمنى أن ينظر معالي رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلى هذه اللوحة من العمق، فالخوف لا يمنع رذيلة ولا يصنع الفضيلة، والرجل المتدين ليس شرطيا يحرس أخلاق الناس بل هو رجل خير يدعوهم إلى ما يرضي الله، فالأمر بالمعروف مقدم على النهي عن المنكر في الإسلام، ونحن لا نتمنى أن يأتي اليوم الذي يسلم فيه مشروع صيانة الأخلاق إلى مقاول بالباطن !. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 211 مسافة ثم الرسالة