باتت معرفة الشاب بفنون الطبخ في ظل انتشار الرحلات البرية والاستراحات الخاصة أقرب ماتكون للضروريات، ونتيجة لذلك انتشرت بين الشباب هواية الطبخ بل صاروا يتفننون في أساليبه وطرقه حتى أصبح عدد منهم يوصف بأن لديه مهارات عالية في الطبخ بدرجة «شيف». هواية الطبخ بحسب بندر الحربي، أضحت عرفا وتقليدا سائدا وشائعا بين الشباب وأصبح غير مستغرب أن تجد الغالبية من الشباب يعرفون الطبخ وأساليبه المتعددة كسلوك اجتماعي يتميزون به، مشيرا إلى أن الأطباق التي يجيد الشباب طبخها في مجملها محدود، وإن كان التركيز الرئيسي ينصب على طبق الكبسة بأشكاله المتعددة إضافة إلى أطباق الافطار كالفول والبيض بطرقه المختلفة أما باقي الوجبات والأطباق فمن النادر أن تجد الشباب يعرفونها. ويؤكد الشاب أحمد العامر هذه الحقيقة ويضيف أن انتشار ثقافة الطبخ لدى الشباب جعل طبخهم يتحول إلى منتج سياحي خاص فقد باتت المهرجانات السياحية تنظم مسابقات وفعاليات لطبخ الشباب أهمها مسابقة «طباخ العزبة» وهو مصطلح محلي يقصد به التجمعات الشبابية، فيما ترصد لهذه المنتجات السياحية جوائز مالية وتقديرية من القائمين على المهرجان. ويرفض العامر فكرة أن يطبخ الشاب في منزله، قائلا: الشباب لايطبخون في منازلهم أبدا فهم قد تعودا على الطبخ من أجل أن يطبخوا وجباتهم في استراحاتهم ورحلاتهم الشبابية، وهناك عدد من الشباب اشتهروا بجودة الطبخ والبعض منهم أنشأ مطاعم خاصة نظير نجاحهم في هذا المجال وباتوا يطبقون خلطات طبخاتهم السرية في مطاعمهم التجارية. إلى ذلك يعلق الباحث الاجتماعي فايز الخالدي أنه مع انتشار مطاعم الوجبات السريعة ظهرت لدى الشباب رغبة جامحة في الطبخ، مضيفا أن من العوامل الاجتماعية التي أدت إلى انتشار هواية الطبخ لدى الشباب هي الاستراحات والشقق الشبابية التي تستخدم مكانا لتجمع الأصدقاء ومن خلالها تظهر الطقوس والهوايات الشبابية، إضافة إلى انتشار وسائل وأدوات الرحلات وكثرة الطلعات والرحلات البرية، لافتا أن جيل الثمانينات الميلادية لم تظهر لديه هواية الطبخ لعدم ظهور الاستراحات ولمحدودية الرحلات لدى ذلك الجيل، معترفا بأن الرجال قد يتفوقون على النساء في الأعمال التي هي من اختصاص النساء فأشهر الطباخين ومصممي الأزياء النسائية وخبراء التجميل هم من الرجال.