لم تقف الإعاقة حاجزا بين عاطي السلمي لاعب المنتخب السعودي لكرة السلة لذوي الاحتياجات الخاصة وبين أحلامه، فقد نجح في حياته التعليمية والعملية والاجتماعية فضلا عن مسيرته الرياضية فعل ذلك بقوة الإرادة والعزيمة والإصرار وقبل ذلك التوكل على الله. عاطي السلمي تحدث ل «عكاظ» وكشف الكثير من الحقائق التي تخص ذوي الاحتياجات الخاصة في الجانب الرياضي وغيره من الجوانب من خلال الحوار التالي: • حدثنا عن طبيعة الإعاقة التي تعاني منها .. وما سببها؟ • إعاقتي باختصار تتمثل في شلل الأطفال الذي أصبت به بعد عام من ولادتي ورغم صلة القرابة التي تربط بين والدي إلا أن ذلك لم يكن سببا للإعاقة التي كان سببها الرئيسي قلة الوعي بهذا المرض فقد ولدت في عام 1394هجريا وفي ذلك الوقت لم تكن الحملات التوعوية بمرض شلل الأطفال منتشرة مما جعل والدي يغفلان عن إعطائي اللقاح الخاص بهذا المرض وبالتالي أصبت بهذه الإعاقة. • كيف كانت رحلتك التعليمية وهل واجهت صعوبات فيها؟ • بالتأكيد واجهت صعوبات كبيرة خلال رحلتي التعليمية فقد حاول أبي جاهدا إلحاقي بإحدى المدارس لكنها رفضتني بسبب إعاقتي وبعد فترة ألحقني والدي بمركز رعاية الأطفال المشلولين بالطائف والذي كانت تشرف عليه الأستاذة نورة آل الشيخ التي عرفت باهتمامها الكبير بذوي الاحتياجات الخاصة وشغفها بالأعمال الخيرية فجزاها الله عنا كل خير وجعل ذلك في موازين حسناتها وقد درست في هذا المركز الذي كنا نجد فيه المدرسة والسكن والتأهيل في وقت واحد حتى الصف الخامس الابتدائي بعد ذلك انتقلت أسرتي إلى جدة حيث واصلت دراستي في إحدى مدارس التعليم هناك بعد تطبيق قرار دمج المعاقين بالأصحاء حتى حصلت على شهادة الثانوية العامة ومن ثم حصلت على شهادة البكالوريوس من جامعة الملك عبدالعزيز في مجال الحاسب الآلي بتقدير جيد جدا لاقيت خلالها بعض الصعوبات المتمثلة في وجود بعض المحاضرات في بعض المباني التي لا يوجد بها مصعد مما يشق علي حضور المحاضرة المقامة في الدور الثاني ولكنني وجدت تجاوبا كبيرا من المسؤولين في الجامعة الذين كانوا حريصين جدا على تذليل كافة الصعاب التي تواجهني في الجامعة فكانت المحاضرات التي يصعب وصولي إليها كان يتم تغيير مكانها إضافة إلى تعاون أعضاء هيئة التدريس معي فيما يعترضني من عقبات وهذا من فضل الله عز وجل علي حيث سخر لي في كل مكان من يقف بجانبي ويساعدني على تجاوز جميع الصعوبات. طموح تحقق • بعد حصولك على شهادة البكالوريوس انتقلت إلى المرحلة العملية فأين كانت بداية تجربتك في هذا الحقل وما مجال عملك حاليا؟ • بعد تخرجي من الجامعة عملت لفترة وجيزة في مكتب الوكلاء الموحد الخاص بخدمات الحج والعمرة بعد ذلك تم تعييني بشكل رسمي في هيئة الهلال الأحمر كمحلل لنظم المعلومات حيث أنني أشرف على جميع برامج وتطبيقات الحاسب الآلي في الإدارة التي أعمل فيها. • ما علاقتك برياضة ذوي الاحتياجات الخاصة وكيف بدأت ممارستها بشكل فعلي؟ • دخولي في مجال رياضة ذوي الاحتياجات الخاصة كان عن طريق المصادفة حيث شجعني على ذلك أحد أصدقائي المعاقين الذين كانوا يدرسون معي في مركز الأطفال المشلولين بالطائف ورغم انقطاعنا وتفرقنا بعد ذلك إلا أننا اجتمعنا مرة أخرى من خلال العمل في هيئة الهلال الأحمر وبدأ صديقي هذا يحدثني عن مجموعة من المعاقين يتجمعون لممارسة الرياضة مما أثار فضولي فذهبت معه لمعهد الصم وهناك أصبحت أمارس العديد من الألعاب الرياضية مثل كرة السلة ورفع الأثقال وألعاب القوى وغيرها. انضمام مشرف • كيف تم استدعاؤك للمنتخب السعودي لكرة السلة لذوي الاحتياجات الخاصة وما هي أبرز الإنجازات التي حققتها مع المنتخب؟ • بعد المستويات الكبيرة التي قدمتها من خلال مشاركاتي في بطولات كرة السلة على مستوى المملكة مع مركز جدة لرياضة ذوي الاحتياجات الخاصة تم اختياري من قبل مدرب المنتخب السعودي لكرة السلة لذوي الاحتياجات الخاصة الكابتن إبراهيم بصيص للانضمام إلى صفوف المنتخب وقد حققت مع زملائي العديد من الإنجازات المشرفة لعل أبرزها حصولنا على فضية البطولة الخليجية الثانية التي أقيمت في الدمام وحصل على لقبها المنتخب الكويتي • ما المعوقات التي تواجهكم كلاعبين في رياضة ذوي الاحتياجات الخاصة؟ • هناك العديد من الصعوبات والعقبات التي تواجهنا كلاعبين لعل أبرزها غياب الأندية الخاصة بنا مما يعني عدم ت`وفر المنشآت التدريبية الخاصة بالمعاقين، وبعيدا عن الأندية والمنشآت فنحن نعاني كثيرا من تدني المكافآت وانقطاعها لفترات طويلة.