تعتبر المحال الخيرية التجارية من أهم المشاريع في بريطانيا، حيث يوجد أكثر من 5573 محلا، حيث يتبرع الناس بما لديهم من ملابس وأحذية وأدوات منزلية، إلخ..) وبدورها تقوم المحلات التجارية ببيعها بسعر زهيد ويكون الربح لصالح جهة خيرية كجمعيات أطفال السرطان ودور العجزة. كما تتيح هذه المحال فرصة العمل لبعض الناس بدفع أجور لهم أو فرصة العمل التطوعي لكثير من الطلاب الأجانب لتعلم اللغة واكتساب الخبرة في السوق التجاري وتعلم كيفية الاتصال مع الزبائن. من جهتي كنت أحد الطلاب الذين عملوا في أحد هذه المحال بمدينة بورتسموث البريطانية لمدة 6 أشهر، ما أتاح لها فرصة الاختلاط بالمجتمع البريطاني وإعطاء صورة حسنة عن العرب وخصوصا كمواطنة سعودية مسلمة. فكرة العمل معهم جاءت بعد نقاش دار بيني وبين سيدة المنزل في العائلة، التي كنت أسكن معها، حيث اقترحت علي العمل حتى لو كان من باب التطوع لتقوية لغتي في وقت قصير وذلك عن طريق الاحتكاك مع الإنجليز أنفسهم وليس فقط مع طلاب مثلي في معهد اللغة. من خلال هذا العمل قمت بتحسين لغتي في وقت قصير وتعلمت مهارات البيع والشراء والأهم من هذا كله إثبات أن العمل الخيري لا يعرف اللون أو الدين. عن طريق العمل في المحلات الخيرية البريطانية برهنت للكثير منهم أن الدين الإسلامي يحثنا على فعل الخير أينما كان وأن مساعدة الناس صدقة وأن نصفي النية في كل خطوة نخطوها. وفي اليوم الأخير حصلت على شهادة خبرة من مديرة المحل الخيري، كما قدم لي الموظفون بطاقة تذكارية حتى أتذكرهم به دائما. * طالبة دكتوراة في جامعة كوفنتري تخصص حاسب آلي وأمن المعلومات