في الهدية التي يعود تاريخ نشأتها إلى 200 عام، ينتظر أهالي المركز الواقع في نطاق إمارة منطقة القصيم بكل فرحة وسعادة إنشاء أول دائرة حكومية، بعد أن ظلوا طوال سنوات يتجهون إلى المدن الرئيسية لإنهاء إجراءاتهم، أو الحصول على الخدمات. وتتعدد مشاكل مركز الهدية الخدمية في قطاعات الطرق، وغياب المركز الصحي، وبعد مركزي الهلال الأحمر، والدفاع المدني. وفي مجلس أحمد القعير تحت أشعة الشمس في مركز الهدية يتحدث كل من محمد المطر، وعبدالله الدخيل، ونواف الرشيدي عن جملة من المطالب، ومع هذه المطالب لا يخفون ضجرهم من عدم إنجاز المشاريع، وبالأخص مشروع الطريق المتعثر. ويقول محمد المطر «يوما بعد يوم تزداد مخاطر الطريق الذي نزعت ملكياته قبل 20 عاما، وعندما نراجع الأمانة يقولون إن الطريق تابع لإدارة النقل والطرق، وعندما نذهب لإدارة النقل والطرق يقولون إن طريقنا من مهمات أمانة القصيم». ويوضح أحمد القعير أن على الأمانة والمياه والطرق ان يوفروا للقرية احتياجاتها وبالذات الاحتياجات الضرورية. ويلتقط عبدالله الدخيل الحديث من طرف لسان القعير عن قائمة المشاكل التي لا تنتهي، إذ يقول «أتمنى إيجاد حل لمشكلة التقاطعات الخطرة، كما أن مديرية المياه لم توصل إلينا الماء». ويطالب محمد المطر بإنشاء مركز صحي بشكل عاجل ليس لخدمة أهالي المركز فقط، بل يشمل مراكز العريفية، والجراد، وعسيلان. ولا تستغرب عندما تتجول في الهدية وتجد كبارا في السن تركوا كثيرا من عادات حياتهم اليومية في المدينة، وعاشوا في الهدية من خلال شراء أرض حولوها إلى مزرعة، أو استراحة يعيدون نشاط حياتهم. والزراعة أول الأنشطة التي كونت نشأة الهدية منذ مئات السنين؛ كون البلدة تقع في مكان مناسب زراعيا، حيث تشكيل الأرض ووقوعها بين الكثبان الرملية وقرب الماء الذي يتدفق بسهولة، فيما أصبح لتجارة تربية الماشية مكان مميز في الهدية؛ كون الأرض معطاء في الهدية، كذلك تبرز بشكل كبير تربية الطيور في المزارع.