حسب ما نشر في جريدة الرياض في أحد أعدادها الصادرة في نهاية الشهر الماضي فإن ثلاثا وثلاثين شركة مساهمة خاسرة قد منحت أعضاء مجالس إداراتها مكافآت بلغت مائة وواحدا وعشرين مليون ريال عن « إنجازاتهم »! في إدارة مجالس تلك الشركات، وهذه المكافآت السخية للعام المالي 2011م فقط لا غير. وجاء في الخبر أن من بين تلك الشركات الخاسرة التي حظي أعضاء مجالس إداراتها بالمكافآت المجزية شركة مر على تأسيسها عشرون عاما لم توزع خلالها أي أرباح على المساهمين أصحاب رأس المال في الشركة ولكنها لم تتردد عن منح أعضاء مجلس الإدارة مكافآت بالملايين سنويا، وأن أعلى المكافآت الممنوحة للأعضاء جاء في قطاع التطوير العقاري من حيث نسبة المكافآت مقارنة بالخسائر المتحققة!. ولو أراد محاسب بسيط حساب تكلفة المكافآت المصروفة لأعضاء مجالس إدارات الشركات الخاسرة المشار إلى عددها في بداية هذه السطور، فضرب مبلغ المكافآت المالية في عشر سنوات لكان الحاصل من عملية الضرب أن مجموعها يتعدى مليارا ومائتي مليون ريال من الريالات، مقابل خسائر قد تكون سنوية، فيا له من إنجاز منقطع النظير؟!. أما المساهمون الذين دفعوا أموالهم ودماء قلوبهم في رأس مال تلك الشركات الخاسرة ووضعوا ثقتهم في مجالس إداراتها فقد أصبحوا مثل «تيم» الذين قال فيهم الشاعر: ويقضى الأمر حين تغيب تيم ... ولا يستأذنون وهم شهود !!. ولذلك فإن عليهم الصبر ثم الصبر على الخسائر السنوية المتحققة في الشركات التي ساهموا فيها، لعل الأحوال تتحسن والخسائر تتوقف والميزان يتعدل نحو المكاسب المرجوة، فإن لم يحصل ذلك «فما للمساهمين سوى الرحيل» عن طريق بيع أسهمهم بأي سعر متداول في السوق فيما تبقى مجالس إدارات تلك الشركات تحقق مزيدا من الخسائر وتقبض المزيد من المكافآت!. عبارة أعجبتني قال الدكتور هاشم عبده هاشم في إحدى إشراقاته اليومية: إن النظيف يظل نظيفا، والمخلص يظل مخلصا، والكبير يظل كبيرا وإن حاول الصغار النيل منه...، وحين لا يجد الصغار ما يقولونه في الكبار... فإنهم يفترون ويكذبون ويشوشون فلا يجدون من العقلاء إلا الازدراء والاحتقار!. للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 162 مسافة ثم الرسالة