تعددت الآراء حول انعقاد قمة بغداد ال 32، إذ طالما شكك المراقبون بقدرة العاصمة المضطربة على استضافة هذه القمة بسبب تدهور الأوضاع الداخلية في العاصمة. بدورها تجولت «عكاظ» في العاصمة بغداد، واستطلعت الأوضاع الميدانية ولاحظت انعكاس ضعف التمثيل في القمة على الصحف العراقية، والتي لم تتوان في انتقاد الغياب، وانخفاض مستوى التمثيل لبعض القادة العرب، إذ نشرت صحيفة « كل الأخبار» السياسية اليومية المستقلة في افتتاحيتها عنوان «موتوا بغيظكم ستنجح قمة بغداد». متجاهلة الظروف الموضوعية المتعلقة بسوء الأحوال الأمنية التي حالت دون مشاركة القادة العرب. إلا أنه كان لافتا انتشار لافتات الترحيب بالقادة العرب، خصوصا عند مداخل الفنادق حيث مقار إقامتهم والقاعات التي تحتضن الاجتماعات، ولوحظ اختفاء اللافتات القماشية التي كانت تقطع الشوارع والميادين حول «مجد العرب» وجرى الاكتفاء باللافتات الإلكترونية والملصقات «المحدودة» فوق بعض الجدران. وفي الجولة ذاتها لوحظ سماع أصوات إطلاق نار متقطع وبدت بغداد كثكنة عكسرية كما بدا الهاجس الأمني واضحا على جميع المسؤولين الذين حرصوا على التركيز على الخطط الأمنية ونسوا الإعداد للقمة. ولم تخب شكوك المراقبين بإمكانية عقد القمة، إذ شهدت العاصمة بغداد أولى الأزمات التي واجهت الوفد الإعلامي للجامعة والذي هدد بالانسحاب وطلب العودة إلى المطار فورا. وكان وفد الجامعة بين دبلوماسيين وإعلاميين قد غادر مطار القاهرة في الثالثة بعد نحو أربع ساعات انتظار في المطار، وبدأت رحلة المشقة عقب وصوله إلى مطار بغداد سواء من حيث الإجراءات الأمنية المشددة في المطار أو في الفندق مقر الإقامة حتى أن المسافة من المطار إلى الفندق استغرقت أكثر من ثلاث ساعات. وكانت المفاجأة القاسية التي واجهت الإعلاميين، حين دخلوا بهو فندق الميريديان، فوجئوا بغرف زوجية ما فجر بركان الغضب وطلبوا المغادرة إلى المطار فورا، والعودة إلى القاهرة. ومن أكثر المشقات كانت الشكوى من العطش القاتل منذ وصولهم مطار بغداد واستمر هذا الوضع أكثر من ثلاث ساعات حتى حط رحيلهم بالفندق وبه تفجرت مشكلة الإقامة.