كان لالتزام المملكة منفردة أو بالتعاون مع دول مجلس التعاون الخليجي أو المنتجين الآخرين للنفط بسد أي نقص أو عجز قد تشهده أسواق النفط أثره الفوري على أسواق النفط في العالم، إذ بعثت المملكة برسالة فورية عبر اجتماع مجلس الوزراء لطمأنة الأسواق بشأن ضمان استقرار الإمدادات النفطية لتجنب حدوث أي نقص في تلك الأسواق. وأوردت وكالة رويترز يوم أمس أن أسعار العقود الآجلة للنفط الخام الامريكي انخفضت في التعاملات الإلكترونية لبورصة نايمكس بعد صعودها الجلسة السابقة إذ أن المخاوف العالمية بشأن إمدادات الخام انحسرت بعد ان زادت السعودية شحناتها النفطية في يناير كانون الثاني وأعلنت ليبيا عزمها زيادة صادراتها الى مستويات ما قبل الحرب. وبحلول الساعة 0150 بتوقيت جرينتش بلغ سعر عقود النفط الخام الامريكي الخفيف لتسليم أبريل 107.8 دولار للبرميل، منخفضا 29 سنتا بعد صعوده 1.03 دولار إلى 108.09 دولار عند التسوية اليوم السابق وذكرت الوكاله أن عقود مزيج النفط الخام برنت واصلت هبوطها في لندن إذ تراجع سعر عقود برنت لتسليم مايو 36 سنتا إلى 125.35 دولار للبرميل بعد هبوطها 10 سنتات عند التسوية يوم الاثنين إلى 125.71 دولار. وتعليقا على ذلك أكد أستاذ العلوم السياسية بجامعة الملك عبدالعزيز الدكتور وحيد حمزة هاشم ل «عكاظ» بأن المملكة دائما تقوم بدور متميز في حفظ الاستقرار العالمي ، وتراعي مصلحة الجميع سواء الدول المصدرة للنفط أو الدول المستوردة له، وينبع حرصها ذلك إيمانا منها بأن النفط سلعة لها تأثيرها المباشر على حياة الانسان ويلعب دورا هاما في مختلف المنتجات المعتمدة عليه، ولذا فهي بالتزامها هذا تؤدي دورها في منع التضخم في أسعار السلع والخدمات في العالم الصناعي. وقال الدكتور وحيد إن هذا الدور السعودي ليس جديدا، ولكنه نتاج للسياسة التي وضعها مؤسس المملكة المغفور له الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود عند اكتشاف أول بئر للنفط في العام 1933 من القرن الماضي، والتي تتبنى أن تلعب المملكة دور صمام الأمان والموازنة في تلك السلعة الحيوية، والمملكة تعي أن العلاقات السياسية والاقتصادية والاجتماعية مترابطة، وأي خلل أو في أي منها سينعكس سلبا على الإنسان ولذا لن تسمح بحدوث ذلك وهي قادرة تماما على تمويل السوق العالمية بما تحتاجه فالقدرة الإنتاجية العالية والبنية المثالية لزيادة تلك القدرة وقت الحاجة تتيح لها ذلك مهما كان حجم العجز والنقص . وأكد الدكتور عبدالرحمن الصنيع أستاذ التسويق بأكاديمية إدارة الأعمال إن المملكة معنية دائما بتعافي الاقتصاد العالمي، ومن هنا كان التزامها بسد النقص في الإمدادات سلوكا مسؤولا.