وصف كوفي عنان المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية ردود دمشق على مقترحاته بشأن حل الأزمة السورية بأنها مخيبة للآمال، بيد أنه أكد في تقرير قدمه لمجلس الأمن الدولي أمس عن نتائج مهمته عبر الدائرة المغلقة من جنيف أنه رغم ذلك يواصل النقاش وأن مقترحاته الواردة في ست نقاط تبقى مطروحة للبحث. ودعا أعضاء المجلس لكسر الجمود وتوحيد موقفهم للضغط نظام الرئيس بشار الاسد،. وخاطبهم قائلا «كلما كان موقفكم قويا وموحدا، كلما كانت الفرص كبيرة لتغيير محركات الصراع. وأقر بأن هناك إمكانات لحصول مراوغة من جانب النظام السوري. لكنه أشار إلى أن لديه عملا يقوم به ومسؤولية ليحاول وليظهر انه مبدع ومرن». وأعلن عنان أن فريقا من الأممالمتحدة سيزور سوريا مطلع الأسبوع الحالي لإجراء محادثات مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد حول مقترحات إنهاء العنف والسماح بدخول مساعدات إنسانية إلى هذا البلد. وعبر في تصريحات عن أمله في أن يتم منح الوفد جميع التسهيلات اللازمة. ورأى عنان أنه ينبغي التعامل مع الوضع في سورية بحذر شديد للغاية لتجنب تصعيد من شأنه زعزعة استقرار المنطقة. وقال للصحافيين في جنيف بعدما أدلى بإفادته أمام مجلس الأمن الدولي أن أي سوء في التقدير يؤدي إلى تصعيد كبير سيكون له تأثير في المنطقة وسيكون من الصعب للغاية التعامل معه. وأفاد أحمد فوزي المتحدث باسم المبعوث الأممي العربي أن عنان سيوفد فريقا إلى دمشق هذا الأسبوع لبحث اقتراح بنشر مراقبين دوليين في سورية. وقال تعليقا على بيان لوزارة الخارجية السورية «أستطيع أن أؤكد أن أحد الاقتراحات في العرض هو آلية للمراقبين». وأضاف سيرسل عنان فريقا «بعثة فنية» إلى دمشق مطلع الأسبوع الحالي لبحث تفاصيل هذه الآلية وكيفية تنفيذ العناصر الأخرى للمقترحات. وستتوقف خطوته التالية على التقدم الذي تحرزه مهمته أو عدمه. إلى ذلك، تتسابق جهود المجتمع الدولي مع مجازر النظام السوري بحق المدنيين، لبلورة مشروع قرار في مجلس الأمن بشأن الأوضاع المتدهورة في سورية، إذ من المنتظر أن تقدم المجموعة العربية خلال الأيام القليلة المقبلة، مشروعا يلزم نظام الأسد بوقف العمليات العسكرية ضد المدنيين. ويقود التحرك العربي الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي الذي سيجري مشاورات مهمة خلال جولة أوربية تبدأ غدا بزيارة بروكسل، ومن ثم يتوجه بعدها إلى جنيف للقاء المبعوث الأممي العربي إلى سورية « كوفي عنان» وأعضاء مجلس حقوق الإنسان، الذي يبحث الأوضاع في سورية. وقال العربي في تصريحات صحافية إن الجامعة تتحرك باتجاه مجلس الأمن لاستصدار قرار جديد للعمل للوقف الفوري للمجازر في سورية على ضوء المشاورات التي سيجريها مع عنان في جنيف استنادا للخطة العربية. وأضاف أنه لم يعد هناك متسع من الوقت للصمت حيال مايجري على الأرض السورية، داعيا الصين وروسيا إلى عدم عرقلة أي تحرك في مجلس الأمن يهدف إلى وقف القتل في سورية. وفي رد فعل على بيان عنان أمام مجلس الأمن، أشارت البعثة الفرنسية في الأممالمتحدة إلى ضرورة «البقاء متيقظين حيال تكتيكات مماطلة» تنتهجها دمشق. وقالت على موقعها على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» سنعرف سريعا ما إذا كان النظام (السوري) يرغب في التحاور جديا أو استغلال ملامح حوار لمواصلة قتل مدنيين».