ورد في شطر بيت من الشعر هذه العبارة «إذا ساء فعل المرء ساءت ظنونه»، لأن الإنسان السيئ في أفعاله وتصرفاته الإدارية أو الخلقية أو في تعامله مع الآخرين يظل مسيطرا عليه سوء الظن فيمن حوله لأن سوء الظن الذي يحكمه مرتبط بسوء خلقه وفعله، لذلك نراه يفسر كل حركة أو فعل يصدر من أحد من الناس بأنه ضده وأنه يعنيه وكأنه بذلك محقق المثل الشعبي القائل: «اللي على راسه بطحا يحسس عليها» أو «من تكون في بطنه لحمة نية توجعه». فهو ليس سليم الصدر أصلا ولا الذهن ولا التفكير ولذلك تظل تفسيراته للأمور وفق سوء ظنه وفعاله التي تحكم تصرفاته العامة والخاصة، وقد يحصل خلاف بين موظف وزميل له في العمل، ثم يترقى أحدهما إلى منصب يجعله مديرا للآخر، وبدل أن يرتقي ذلك الموظف في الخلق كما ترقى في المنصب فإنه يظل صغيرا يحمل الحقد لزميله السابق مرؤوسه الحالي مع أنه «لا يحمل الحقد من تعلو به الرتب». ولكن إذا كان غير مستحق لما رقى له فإن صفة العلو لا تنطبق عليه وإن أصبح في موقع أعلى من الموقع الذي كان فيه، ولذلك فإن سوء الظن يحمل مثل هذا المدير على مراقبة حركات وسكنات مرؤوسه إلى حد أنه لو رآه في المسجد الحرام أو في أي مسجد غيره، فإنه يتابع خطواته متى دخل وأين جلس مسترقا السمع نحوه فإن رفع المرؤوس يده بالدعاء وسمعه يدعو على من ظلمه فإنه يطلبه في اليوم التالي ويوجه له سؤالا مضمونه: لقد شوهدت يوم أمس في الحرم تدعو على شخص ظلمك فعلى من كنت تدعو يا غلام ومن تقصد بذلك الكلام ؟!. والحاصل والفاصل إن الإدارة التي يكون فيها مدير بهذا المستوى من سوء الظن فإنها ستكون إدارة ضعيفة منشغلة بسفاسف الأمور ضالعة في سوء التدبير غير مستحقة للثقة أو التقدير!. لماذا لا تبقى ساحة للحرم ؟ أزيل مبنى مستشفى أجياد المجاور للحرم فرأى بعض محبي أم القرى أن المصلحة تقتضي عدم استخدام الموقع إلا لمصلحة توسعة ساحة الحرم من الجهة الجنوبية الشرقية لا سيما أن الحرم أصبح له ساحات من الشرق والشمال والغرب، وأن الحركة في ذلك الموقع كثيفة وفي الإبقاء عليه ساحة منفعة عامة. فآمل من جهات الاختصاص دراسة الاقتراح. للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 162 مسافة ثم الرسالة