اخترقت الأجهزة الأمنية نشاط مقيم عربي أوهم قطاعا واسعا من البسطاء بقدراته على علاج الأمراض المستعصية، وتقاضى مقابل خزعبلاته وأوهامه مبالغ كبيرة على سبيل الاحتيال وأكل أموال الناس بالباطل. وأشارت معلومات حصلت عليها هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في جدة، إلى أن المتهم تجرأ ووزع بطاقات تحمل اسمه ومؤهلاته ووصفاته الطبية، كما استخدم أوراقا ومذكرات تحمل عناوين مؤسسة تتبع له في بلاده في تحرير الوصفات الطبية والأدوية العشبية، وحرص على أن يطلق على نفسه «الشيخ»، بقصد الإيقاع بمزيد من الضحايا، متخذا من شقته في أحد الأحياء منطلقا لنشاطه المحرم، روت الحثيثات تفاصيل الاختراق، إذ تمكن أحد المصادر في استدراج المتهم لعلاج زوجته التي تعاني من الإجهاض المتكرر، ويخشى حدوث إجهاض جديد مع الحمل الخامس، فابتلع المشعوذ الطعم وطلب مقابلة الزوج، وحدث لقاء عابر في شقة المتهم، الذي كتب وصفة طبية للزوج بعدما تزود باسم الزوجة ووالدتها ووالدته، وتسلم المصدر حجابا تستخدمها الزوجة ثم الطفل بعد ولادته كما تلقى الزوج المزعوم 7 قصاصات ورقية يتم تبخيرها مع بعض الأعشاب. وفي المرة التالية طلب المتهم من المصدر اصطحابه إلى متجر للعطارة لشراء بعض الأعشاب، وفي اللحظة المناسبة تم إسقاطه وإحالته إلى جهة الاختصاص، حيث أنكر اتجاره في أوهام العلاج، رافضا تهم النصب والاحتيال، مدعيا أنه راق شرعي كما ادعى أنه تعلم أصول وطقوس الطب الشعبي في بلاده، لكنه عاد وأقر عن استخدامه لطقوس وكتب أسحار في نشاطه، كما اعترف بعمل أحجبة وتمائم لضحاياه، وبعد عرض المتهم على المحكمة الجزئية أنكر التهم، غير أنه عاد واعترف بممارسة الرقية الشرعية دون إذن، لكن شهود الإثبات أكدوا بالدلائل والبينات تورطه في الدجل والشعوذة، وقررت المحكمة معاقبته بالسجن أربع سنوات، 500 جلدة سوطا ومصادرة المضبوطات وإبعاده عن البلاد بعد تنفيذ العقوبة ووضع اسمه في القائمة السوداء.