لا أحد يقبل بازدراء الأديان. مهما كان هذا الدين. فما بالكم إذا كان المقصود بذلك هو الدين الإسلامي العظيم؟! نعم لا أحد يرضى بذلك! ولكن يجب أن نفرق بين نقد الدين الإسلامي وانتقاد أهل الدين، فهم في النهاية بشر غير معصومين من ارتكاب الأخطاء. كما تبقى الحرية مسألة نسبية، تختلف من مجتمع لآخر، ومن شخص لآخر. لا توجد حرية هكذا بلا حدود، بلا سقف. ولكن هناك حرية بسقف مرتفع وهناك حرية بسقف منخفض. فالحرية عبارة عن عقد من الحقوق والواجبات، يلتزم به جميع أبناء الوطن الواحد، وحرية الفرد تقف عند حدود حرية الآخرين، كما تحترم معتقداتهم وأديانهم وعاداتهم. المثقف العربي قلق الآن، على مصير حريات مصر ما بعد الثورة، وهو يرى تراجعا في الحريات المدنية ونوعية الإنتاج الإبداعي والفني بعد وصول التيار الإسلاموي في الانتخابات التشريعية الأخيرة إلى قبة مجلس الشعب.. والشواهد كثيرة: كمطاردة بعض المثقفين والفنانين قضائيا بأثر رجعي إثر بعض أعمالهم الإبداعية المنجزة قبل عدة سنوات، كالحكم الصادر أخيرا بحق الفنان عادل إمام بسبب بعض أفلامه: كالإرهاب والكباب وطيور الظلام والإرهابي. وهي أفلام مجازة ومنجزة بشكل قانوني في عهد النظام السابق. أو كمحاكمة نجيب ساويرس الذي صدر حكم بتبرئته أخيرا. أو التهديد بملاحقة محمد فاضل ووحيد حامد وآخرين أو منع تصوير مسلسل في حرم الجامعة! فمثلا ظهور شخصية ميكى ماوس الكارتونية بلحية طويلة بشكل كاريكاتوري، لا يرى فيها البعض الحط من قدر الدين الإسلامي الحنيف. فاللحية لا تختزل الدين الإسلامي وهي مجرد شعيرات ربما غير موجودة اليوم وربما موجودة غدا، وهي معروفة أيضا عند كل أهل الأديان السماوية وغير السماوية وحتى عند بعض الملاحدة. الشاهد أن مقولة ازدراء الأديان: كلمة مطاطة، وقابلة للتأويل، وسيف مسلط على رقاب الذين يحملون بعض الرؤى المغايرة أو يحاولون كسر التابوهات الفنية. قبل أكثر من عقدين من الزمان اتهم بعض المحامين عادل إمام بتشويه مهنتهم بسبب فيلمه الجميل (الافكاتو)! من قال إن كل المحامين شرفاء وغير انتهازيين؟! فالإبداع أولا وأخيرا يمتح من الواقع، يصور بعض حالات/ شخصيات البشر سواء كانت مدنية أو دينية، جيدة أو رديئة، وفي الأخير: لا أحد فوق النقد!. [email protected]