نشرت صحيفة الاقتصادية في عددها رقم 6704 يوم السبت 26 ربيع أول 1433ه، الموافق 18/2/2012م على صفحتها الأولى ما يلي: «ورثة شيخ خليجي يقاضون بنك HSBC لإخفائه حسابات والدهم: أبلغت الاقتصادية مصادر قانونية أن ورثة شيخ خليجي رفعوا شكوى قضائية باسم والدهم ضد مصرف HSBC الخاص في سويسرا للمطالبة بتعويضات بمليارات الدولارات بسبب رفض المصرف المستمر منذ 12 عاما السماح لورثة الشيخ بالاطلاع على حساباته في المصرف بعد وفاته سنة 2000م، التي تقدر بأكثر من ملياري يورو! واطلعت الاقتصادية على مضمون الدعوى التي ستضاف إلى الصعوبات التي يعانيها المصرف.. ووفقا للمعلومات التي توافرت للاقتصادية فإن هذه ليست المرة الأولى التي قامت فيها مصارف سويسرية بإخفاء أموال أثرياء عرب متوفين منذ سنوات طويلة، إذ حصلت مثل تلك القضايا مع رجل الأعمال اللبناني الثري أبو قاسم حمود عندما قام مصرفيون سويسريون بإخلاء خزانته الخاصة المستأجرة من محتوياتها.. إضافة إلى الأموال الطائلة التي سحبت من كل حساباته». البنك المذكور هو نفسه الذي طرح سابقا صناديق استثمارية مقصورة على المستثمرين العرب، خاصة من الخليج، لتفلس هذه الصناديق بعد فترة قصيرة وتتبخر معها أموال المستثمرين العرب، وتقدر بألوف الملايين من الدولارات. وقد كتبت سابقا (آخرها مقالي بجريدة عكاظ فى 14 يونيو 2011م، تحت عنوان ثروات مفقودة)، وكتب كثيرون غيري عن استيلاء البنوك الأجنبية على ثروات بعض أثرياء العرب الذين أودعوا أموالهم الطائلة (مثل الشيخ الخليجي أو رجل الأعمال اللبناني) في حسابات سرية في بنوك أجنبية، ثم غادروا الحياة فجأة دون أن يعلم ورثتهم شيئا عن تلك الحسابات السرية، كما أخفت عنهم البنوك كل المعلومات الخاصة بتلك الحسابات. بالتالي استطاعت البنوك الأجنبية وضع يدها على تلك الثروات الهائلة المتراكمة في حسابات بأرقام سرية ودون أسماء، وضمها بعد عدة سنوات إلى احتياطياتها، أو الاستيلاء عليها من قبل مسؤولي البنك «ولا مين شاف ولا مين دري». تلك الحسابات الرقمية السرية التي لا تحمل أسماء أصحابها وإنما أرقام سرية فقط، تحتوى على أموال يسيل لها لعاب البنوك الأجنبية، لذلك هي لا تفصح عنها ولا تعلن عنها، ولا تبلغ ورثة المالك ولا دولته، وتمتنع عن إعطاء أية معلومات لأي كائن كان عن الثروة المكنوزة في تلك الحسابات، ما لم يعد صاحب الحساب من قبره ليطالب بحقه. فإذا ما توفي صاحب الحساب السري دون أن يترك خلفه الوثائق والبيانات التي تضمن لورثته استعادة تلك الأموال، فاقرأ عليها السلام. وستبقى تلك الثروات الطائلة في حساب بنكي نائم لسنوات طوال إلى أن يصادرها البنك حسب أنظمة بنكية شيطانية. هذه هي مشكلة الحسابات البنكية السرية في البنوك الأجنبية، مثل بنك HSBC الذي أشارت إليه صحيفة الاقتصادية في أول المقال. وفي حالات عديدة فهذه الحسابات الخفية التي لا يعلم عنها الأبناء أو الزوجة، هي نتيجة تراكم ثروات غير مشروعة، إما لسياسيين فاسدين أو لأشخاص مرتشين، أو عن طريق غسل الأموال أو بأي طرق أخرى غير مشروعة، يخاف أصحابها من افتضاح أمرهم أو التعرف عليهم، وتكون النتيجة أن يذهب الحرام حيث أتى. فيا أثرياء العرب، ضعوا أموالكم وثرواتكم التي جمعتموها في بلادكم لخدمة مجتمعاتكم وأهاليكم وأجيالكم، فلعلها تكون قبسا ورحمة لكم في قبوركم وفي آخرتكم. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 129 مسافة ثم الرسالة