لم يكن يوم 29 فبراير سعيدا لدى الجماهير السعودية بعد خسارة منتخبها التأهل إلى نهائيات كأس العالم في البرازيل 2014 للمرة الثانية على التوالي على يد الكنغر الأسترالي إثر ضربة موجعة بالأربعة ليواصل بذلك إخفاقاته عالميا، ما حدا بمجلس إدارة الاتحاد العربي السعودي لكرة القدم برئاسة الأمير نواف بن فيصل إلى تقديم استقالته وتكليف إدارة مؤقتة لتسيير أعمال الاتحاد برئاسة أحمد عيد، وعضوية كل من طارق بن عبدالرحمن كيال أحمد بن عبدالرحمن الخميس ومحمد بن صالح السراح وناصر بن هويدي الشمري وإبراهيم بن فهد الربدي ومصلح بن هادي آل مسلم. «عكاظ» استطلعت آراء عدد من ذوي الاختصاص حول ما يجب القيام به من الإدارة المكلفة بتسيير أعمال اتحاد القدم لمسح الصورة الهزيلة التي ظهرت عليها المنتخبات السعودية لكرة القدم في الأعوام الستة الأخيرة، والطرق الواجب سلكها لتصحيح المسار. تفعيل الاحتراف في البدء، يرى عبد اللطيف الزهراني عضو الشرف الداعم ونائب رئيس المجلس التنفيذي ورئيس اللجنة الاستثمارية بنادي الاتفاق، أن تفعيل الاحتراف في الملاعب السعودية بالشكل الإيجابي، وزيادة الدعم المادي للأندية لتخفيف العبء عليها وانتشالها من معاناة الشح المادي، مع دراسة السلبيات والإيجابيات التي تواجه احتراف اللاعب السعودي محليا، من أهم الحلول التي يجب على الأستاذ أحمد عيد وأعضاء إدارته الأخذ بها، وأضاف الزهراني: لا يخفى على الجميع السلبيات التي تعترض مسيرة احتراف اللاعب السعودي خارجيا، ولا شك أن دراسة مثل هذا الأمر ووضع الحلول الناجعة له كفيل بتطور الكرة السعودية التي لم تتشرف إلى الآن باحتراف فعلي للاعبيها، على عكس عمان مثلا التي كانت تتذيل الترتيب الخليجي رياضيا واليوم تعد من أفضل دول الخليج في هذا الجانب ما أهلها إلى الدور الرابع من التصفيات. الاهتمام بالقاعدة وعلى الصعيد الفني يرى الكابتن خالد القروني مدرب منتخب المملكة للشباب لكرة القدم أن الاهتمام بالقاعدة كفيل بحل الكثير من العوائق التي تمر بها الكرة السعودية وذلك بالصرف على الفئات السنية أكثر مما يصرف على المنتخب الأول، بالإضافة إلى إنشاء الأكاديميات التي من مهامها اكتشاف المواهب الرياضية وتطويرها بتوفير بيئة تعليمية رياضية وفكرية واجتماعية وتربوية للنشء، ولن يكون ذلك إلا بالاستفادة من تجارب الدول المتطورة في هذا الجانب، فاللاعب السعودي يمتلك موهبة فنية فطرية عالية ومميزة، ولديه صفات طبيعية وجدت فيه من خلال عشقه كرة القدم، إلا أن هذه الموهبة الكروية الغنية واجهتها مشكلة، وهي أنها لم تمارس فنون كرة القدم منذ البداية في مدارس أكاديمية كروية متخصصة، وأشار القروني إلى ضرورة تطوير عمل اللجنة الفنية باتحاد كرة القدم من خلال تفعيل ورش العمل الخاصة بتطوير مدربي البراعم والفئات السنية بالأندية السعودية بجلب محاضرين دوليين يسهمون في تطوير المدرب بطرق فعالة. إعادة صياغة الدوري بدوره، يرى الكابتن بندر الجعيثن المدير الفني لمنتخب البراعم تحت 14 سنة لكرة القدم، أن أحمد عيد شخصية رياضية بارزة وبمقدوره إلى جانب أعضاء إدارته النهوض بكرة القدم السعودية من كبوتها من خلال إعادة صياغة الدوري السعودي الذي كان ولا شك أحد أسباب الخروج المبكر لمنتخبنا أمام أستراليا، فالمنتخب القوي كما يقول يولد من رحم الدوري القوي، ودورينا حاليا مكبل بالكثير من المشكلات المالية والإدارية والفنية والتي بالتالي ألحقت الضرر بالمنتخب الأول وكذلك الأولمبي والمنتخبات السنية. ولم يغفل الجعيثن التركيز على المصداقية في التعامل مع الأمور، وذلك بالبعد عن المجاملات بعد خروجنا للمرة الثانية على التوالي من تصفيات كأس العالم. وانتهى الجعيثن إلى القول إن ضع الكرة السعودية في انحدار مخيف، لذا فقد آن الأوان لتجديد الدماء، ومنح الفرصة لكوادر مؤهلة للعمل في اتحاد الكرة، والاسراع في تخصيص الأندية لكي تتطور فنيا. أشخاص مؤهلون وعلى الصعيد الإعلامي شخص الكاتب الرياضي محمد شنوان العنزي الداء بقوله: لن أبرر، ولن أطبل، ولن أقول إن الخسارة عادية وإن الخروج أمر لا يقلل من قيمة الكرة السعودية، ولكن نحتاج إلى العقل والحكمة والهدوء في التعامل مع الموقف وأن لا نترك العواطف تأخذنا بعيداً، سنتقبل الاستقالة شرط أن يحدث تغير كبير في المنظومة الرياضية، وأن تتخذ خطوات متسارعة نحو التصحيح ونحو المستقبل، وأن تضم مقاعد ولجان الاتحاد السعودي أشخاصا مؤهلين يأتون بالانتخاب وليس بالترشيح. وأضاف العنزي: لن أطالب بجلد اللاعبين ولا محاكمة المسؤولين ولا إقالة الجهاز الفني رغم أن له دورا كبيرا في الهزيمة، ولكن ما أطالب به هو التصحيح الحقيقي، وأن ندخل مرحلة الانتخابات في اختيار جميع من يمثلون اللجان والاتحادات، وأن يكون هناك تقييم سنوي للعمل، وشفافية ووضوح في المنظومة الرياضية، وأن نناقش مدربي المنتخبات لماذا ضم هذا اللاعب ولماذا استبعد ذاك من خلال لجنة خبراء.