كشف المؤلف السينمائي الإماراتي عبد الرحمن الصالح أنه لم يتسلم مستحقاته المالية عن كتابة أول فيلم سينمائي كويتي بعنوان « يا بحر» الذي انتجه المخرج والمنتج خالد الصديق عام 1971م، لتعريف العالم بالكويت وحضارتها بعد أن تلقى تعليمه في الهند وأمريكا. وأوضح الصالح في مقابلة مباشرة على قناة قطر أمس ، أن الفيلم انتجه خالد الصديق بجهود ذاتية بعد أن باع قطعة الأرض التي يمتلكها، واستعان بالناس الحقيقيين كالبحارة والفرق الشعبية لتصوير مشاهد الفيلم. وأكد الصالح الذي حل ضيفا على المهرجان السينمائي الأول لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في قطر « ذهبت باحثا عن حقوقي قالوا مالك اسم ومن تلك الأيام وأنا انتظر». الفيلم الذي يعد أول فيلم كويتي تحدث عن تاريخ الكويت البحري ومعيشة الكويتيين بشكل درامي وقد حقق الفيلم نجاحا باهرا على المستوى العالمي وحقق جوائز عالمية، وتم عرضة في دور السينما في الكويت وفي دول الخليج، ودول أخرى وفي مهرجانات السينما الدولية حيث حصد الفيلم تسع جوائز من مهرجانات شيكاغو، طهران، دمشق، قرطاج وقرطاجنة بإسبانيا، وجائزتين من كل من فينيسيا بإيطاليا وسان أنطونيو بتكساس. يوضح مخرج الفيلم ومنتجه خالد الصديق ظروف إنتاج الفيلم «أحببت من خلال هذا الفيلم أن أبين للعالم كفاح الشعب الكويتي والخليجي ضد الطبيعة والطبيعة في البحر عندنا لأبين حياتهم القاسية قبل اكتشاف النفط، ومع أن هذه العملية كان لها نوع من المجازفة، لكن الاتفاق والحماس وجنون السينما أيام الشباب جعلتني أنسى كل هذه الجوانب الخطرة منها: على سبيل المثال كانت لي اتفاقيتان مع اثنين من نجوم السينما في العالم العربي ليشاركا معي في هذا الفيلم، وفي آخر لحظة فضلت أن استبدل هاتين الشخصيتين بشخصيات كويتية بحتة مئة في المئة، وذلك لكي يكون الفيلم كويتيا من جميع النواحي»، ويضيف «أظن أن بالإمكان اعتباره صالحا كمرجع سينمائي لدراسة أنثربولوجية لبيئة الكويت قبل النفط، وأظن أن المادة الوحيدة المرئية الموجودة في العالم عن الكويت قبل اكتشاف البترول، هو فيلم «بس يا بحر» لأنه يعرض جميع الجوانب الحياتية قبل دخول عامل النفط بما في ذلك الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والبيئية».