.. النخلة من أشجار الجنة التي جاءت النصوص والأحاديث بذكرها فقد روى الترمذي عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (من قال سبحان الله وبحمده، غرست له نخلة في الجنة). وللنخلة في السيرة النبوية قصة أختصرها على النحو التالي: كان الرسول صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم بين أصحابه عندما دخل شاب يتيم إلى الرسول يشكو إليه قائلا : يا رسول الله، كنت أقوم بعمل سور حول بستاني فقطع طريق البناء نخلة هي لجاري طلبت منه أن يتركها لي لكي يستقيم السور، فرفض، طلبت منه أن يبيعني إياها فرفض فجيء بالجار الذي قص عليه الرسول شكوى الشاب اليتيم فصدق الرجل على كلام الرسول، فسأله الرسول أن يترك له النخلة أو يبيعها له فرفض الرجل فأعاد الرسول قوله «بع له النخلة ولك نخلة في الجنة يسير الراكب في ظلها مائة عام» ، فذهل أصحاب رسول الله من العرض المغري جدا جدا، فما الذي تساوي نخلة في الدنيا مقابل نخلة في الجنة لكن الرجل رفض مرة أخرى طمعا في متاع الدنيا فتدخل أحد أصحاب الرسول عليه الصلاة والسلام ويدعى أبا الدحداح قائلا: إن اشتريت تلك النخلة وتركتها للشاب ألي نخلة في الجنة يا رسول الله ؟ فأجاب الرسول: نعم. فقال أبو الدحداح للرجل أتعرف بستاني يا هذا ؟ فقال الرجل، نعم، فمن في المدينة لا يعرف بستان أبي الدحداح ذا الستمائة نخلة والقصر المنيف والبئر العذب والسور الشاهق حوله فقال أبو الدحداح، بعني نخلتك مقابل بستاني وقصري وبئري وحائطي فنظر الرجل إلى الرسول غير مصدق ما يسمعه. فوافق الرجل وأشهد الرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم، والصحابة على البيع وتمت البيعة فنظر أبو الدحداح إلى رسول الله سعيدا سائلا : «ألي نخلة في الجنة يا رسول الله ؟، فقال الرسول : «لا» ، فبهت أبو الدحداح من رد رسول الله الذي استكمل قائلا ما معناه: الله عرض نخلة مقابل نخلة في الجنة وأنت زايدت على كرم الله ببستانك كله، ورد الله على كرمك وهو الكريم ذو الجود بأن جعل لك في الجنة بساتين من نخيل أعجز عن عدها من كثرتها. وقال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم : كم من مداح إلى أبي الدحداح. والمداح هنا، هي النخيل المثقلة من كثرة التمر عليها. وظل الرسول يكرر جملته أكثر من مرة لدرجة أن الصحابة تعجبوا من كثرة النخيل التي يصفها الرسول لأبي الدحداح وتمنى كل منهم لو كان أبا الدحداح). والجميل في القصة: أنه عندما عاد أبو الدحداح إلى امرأته، دعاها إلى خارج المنزل وقال لها: «لقد بعت البستان والقصر والبئر والحائط» فتهللت الزوجة من الخبر فهي تعرف خبرة زوجها في التجارة وشطارته وسألت عن الثمن فقال لها: «لقد بعتها بنخلة في الجنة يسير الراكب في ظلها مائة عام»، فردت عليه متهللة «ربح البيع أبا الدحداح، ربح البيع.. وهكذا تكون النساء الصالحات. للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 158 مسافة ثم الرسالة