فرق بين أن تكون أعمالنا مجرد ردود أفعال لكل طارئ وبين أن تكون تخطيطا مسبقا وضبطا مقصودا لعوامل متغيرة داخل وعاء الرياضة السعودية، ذلك الوعاء الذي تصب في فكره سواقي عديدة ما بين اجتهادية فردية وتمنيات وردية وبين حلول وقتية جرت العادة المتأصلة على استخدامها لتسكين الوضع الملتهب. وبالرغم من المداخلات المتعددة لأفراد ومؤسسات مجتمعية لمساعدة الرئاسة العامة لرعاية الشباب على ضبط ايقاع العمل ورسم خطوط المستقبل إلا أن الرفض المستمر المتوشح بفكرة أن ذلك تدخل في عمل الرئاسة يضع الجميع أمام تساؤل كبير عن مبدأ المحاسبية (accountability) في أعمال المؤسسات والوزارات التي تُسير مستقبل (60%) من السكان دون أن يكون لهم رأي أو مشاركة. مثلت الرئاسة العامة لرعاية الشباب أمام مجلس الشورى وخرج النقد لأعمالها رغم الأعذار المقدمة ولكن الأهم كانت المطالبة بالتطوير وما قابلها من وعد بذلك ولم نعلم بماذا تمت المطالبة وبماذا تمت الموافقة وتذكرني بتوصيات لجنة دراسة وتطوير الوضع الرياضي والشبابي والتي ماتت خديجة ولحق من عمل فيها تُهم منعتهم من دخول مبنى الرئاسة حسبما وعد به أحد متنفذيها! مرت السنون والأعوام والتكرار ديدن المناشط والأفكار فلا إبداع يمثل شريحة الشباب ولا متسع من المكان والزمان يسمح لهم بممارسة حركتهم البدنية ولا تجديد فيما هو قائم من حجر ولا تطوير لما تحمله عقول البشر، حصلت الانتخابات الجزئية في الاتحادات ولم يحصل التغيير أو التطوير وأخذنا ندور في فراغات زمنية لم يكسر رتابتها سوى الوعود والتصريحات. كل ذلك يقودنا إلى ضرورة حتمية بأن يتطور الفكر الحاكم في الرياضة ليواكب تسارع المعطيات التي تجاوزت التأهل للبطولات أو المشاركة فيها إلى تبني استراتيجية تستطيع أن تلم شتات الفكر والاجتهاد حتى نعلم على ماذا نحن مقبلون، ومع التأكيد على أن الرئاسة العامة لرعاية الشباب قد بذلت كل ما في حوزتها من جهد وفكر فإنه لا ضير ولا عيب أو منقصة في طلب المشورة والنصيحة من المختصين واصحاب الفكر وذلك بتبني الرئاسة العامة لمؤتمر علمي يشخص واقع ومستقبل الرياضة السعودية ويتم وضع محاور محددة له ويفتح المجال للراغبين بالمشاركة ببحوث ودراسات علمية مؤصلة نستخلص منها في النهاية خارطة طريق نصل من خلالها لخدمات رياضية وشبابية للمواطنين كحق مشروع لهم ونصل الى مشاركات تنافسية حقيقية في الرياضة العالمية وقبل ذلك كله نصلح من خلالها أدواتنا الرياضية من اتحادات وأندية. مثل هذه الفكرة تبدو منطقية وعقلانية فقط عندما يكون تفكيرنا منطقيا ومتجردا من الشخصانية ومتكئا على الموضوعية وعندما يكون فكرنا منفتحا لأقصى درجات الزاوية المنفرجة حتى نصل لشكل الدائرة التي تتسع لفكر الجميع الذين دافعهم الخير والصلاح لهذا الوطن وأهله والأهم أن يتبنى الفكرة صاحب العقل الراجح والمسؤول الأول، فهل يفعل؟ تغريدة: ما حك جلدك مثل ظفرك فتول أنت جميع أمرك، ولعلنا نسمع من سمو الرئيس العام لرعاية الشباب ما يبشرنا بوجود شمعة تضيء في آخر النفق.