أكد خطباء عدد من مناطق المملكة أن التعرض والمساس بأمن الوطن يعد خروجا عن هدي الرسول عليه الصلاة والسلام، والذي يستوجب التقوى أولا، والحفاظ على التلاحم والتعاضد. وأوضحوا أن تنفيذ أجندات خارجية عبر تسييس خطب الجمعة من بعض الخطباء يعد خروجا عن القاعدة الشرعية في الخطب، والواجب منع مثل هؤلاء من الخطابة، وتوعية المواطنين بخطورة من يزيفون الحقائق، مستغلين استماع الناس لهم في المساجد والجوامع. وحذر إمام وخطيب جامع الملك فهد في تبوك الشيخ سعود العنزي أئمة وخطباء الجمعة في كافة المناطق من الانسياق وراء من هم ينفذون أجندة خارجية لزعزعة أمن واستقرار البلاد، مبينا أنه «يجب على الأئمة والخطباء أن يدركوا أهمية ومسؤولية وقوفهم بين الناس في خطب الجمعة والمحاضرات التوعوية لمناقشة هموم وقضايا المجتمع بعيدا عن التعرض أو المساس أو المساومة بالوطنية، بل يجب عليهم أن يدعوا إلى التماسك والترابط في سبيل المحافظة على أمن واستقرار البلاد في ظل وجود قيادة حكيمة تنفذ تعاليم وأحكام الشريعة الإسلامية». وأوضح الشيخ خالد القرعاوي إمام وخطيب جامع السليمانية في عنيزة أن دور الخطيب في الجانب الوطني عبارة عن الحث والإرشاد للحاضرين على التمسك بقيم الشريعة الإسلامية وعدم الخروج على ولاة الأمر، وحث الناس على مراقبة أبنائهم حتى لا يتعرضوا للتغرير بهم وإدخالهم في منزلقات خطرة تؤدي بالبلاد إلى الفوضى، مبينا أنه من واجب الخطيب والإمام عدم الاستماع للأصوات الخارجية التي تضر بالبلاد والعباد وتحدث الانقسام. أصوات خارجية وأشار فضيلة الشيخ عبدالله الحمود إمام وخطيب جامع ابن سعدي بعنيزة أن الإمام والخطيب دورهما مؤثر في المجتمع وعليهم النصح للناس بالحكمة والموعظة الحسنة فيما يفيدهم وينفعهم ويعود على مجتمعهم بالخير والفائدة، «لذلك يتوجب على الخطيب إعلام الناس أن هناك مخاطر كثيرة تحدق بالبلاد وعليهم عدم الانسياق وراءها، فالحاسدون لهذه البلاد كثيرون لأنها تنعم بحمدالله بالأمن والاستقرار لتمسكها بالدين الإسلامي الحنيف». مصالح خاصة وتأسف الشيخ فهد السويح عضو هيئة الأمر بالمعروف بتبوك على أن بعض الخطباء اتخذوا من الخطابة ما يخدم مصالحهم من قبل جهات خارجية ويبثون سمومهم لتهديد أمن الوطن وتماسكه. وبين الشيخ عبدالرحمن الرميش إمام وخطيب مسجد الراجحي بتبوك أن هناك خطباء أساءوا استخدام منابر خطب الجمعة وخدشوا روعة الجمعة من خلال ترويجهم لأفكار هدامة لخدمة جهات خارجية وهم يسعون لتهديد أمن الوطن الذي سيظل متماسكا بدينه وعقيدته. وأشار المستشار الشرعي بالقصيم فارس الساير أن منابر الجمع هدفها الرئيسي تذكير الناس بأمور دينهم وحثهم على الاستقامة وتصحيح الأخطاء والبعد عن كل ما يضر بالمسلم في دينه ودنياه، إلا أن ضرورة الإنصات لها وعدم مقاطعة الخطيب وعدم الكلام استغلها عدد من الخطباء في أهداف خاصة لهم تحقق لهم جماهيرية كاذبة وزائفة، وبدأوا يزايدون في أمور الدين والوطن غير آبهين بالمصلحة العليا للوطن والمواطن، وذلك من خلال تحويل الخطب من دينية إلى سياسية بحتة تحمل الكثير من عبارات الطعن في ثوابت الوطن وقداسة مكانته ووحدة أبناء شعبه، مما جعل عددا من الشباب يغرر بهم وينساقون خلف السراب الذي يقدمونه لهم وهم يقودونهم ويقودون الوطن إلى طرق ملتوية تقود للفتن الكبيرة. امنعوهم من الخطابة وبين الشيخ الدكتور فيصل بن حسن المالكي إمام وخطيب جامع شرف في ينبع أن ما يحز في نفوس المسلمين أن يحول الخطيب منبره إلى وكالة أخبار وتحليل للأحداث واستعراض للأفكار، وأشد من ذلك وأخطر أن يجير الخطيب منبره للاتصال بالخارج وتسييس المنبر ضد بلده، «والواجب ألا يسمح لأمثال هؤلاء بالخطابة في المساجد لأنهم يفسدون وإن أدعوا الإصلاح ويضرون وإن زعموا أنهم ينفعون». وقال الشيخ مشعل عوض إمام وخطيب مسجد الشعيراء في ينبع: إن الجميع في هذا الوطن الغالي يجب عليهم التماسك فيما بينهم وعلى الخطباء إيصال الرسالة لجميع المواطنين من خلال خطبة الجمعة وزرع الانتماء الوطني في قلوب المواطنين، معتبرا التحريض وتأليب الرأي مذموم ولا ينطبق على المسلم لأن الخروج عن طاعة ولي الأمر محرم. خروج عن الهدي وأوضح مدير المعهد العلمي بحائل وخطيب جامع المهوس الشيخ سعيد بن هليل العمر أن الأئمة الذين يستغلون المنابر في الفتن والتهييج ليس من هدي النبي عليه الصلاة والسلام، «أما ما يفعله بعض الأئمة في استغلال بعض المنابر في التهييج والتوتر والدعوة إلى المظاهرات والثورات هذه لاتسمى خطبة بل فتنة لأنها خالفت مقصود الخطبة، وأن يدعو الإمام إلى العبودية لله والاجتماع مع ولاة الأمر وعلمائهم والدعوة إلى الصلاح والإصلاح ونبذ كل مافيه فرقة، ومن يشذ عن هذا المبدأ يجب أن يناصح». وذكر إمام جامع الإسكان التنموي بحائل عايد فهد الشمري أن خطيب الجمعة إحدى ركائز بث موجات صوتية هادفة نافعة للفرد، وبالتالي تنثر على وحي الواقع في المجتمعات ومن ضمنها تلك اللحمة الاجتماعية قضية الاستقرار. وشدد الدكتور محمد الأمين الخطري مدير فرع وزارة الشؤون الإسلامية بالمدينة المنورة أن توجيهات الوزارة لخطباء الجمعة تنصب نحو حث الخطباء على أن الخطبة تحتوي على حكمة الخطبة وهي تبصير الناس في أمور دينهم، وأن على كل خطيب أن يتطرق في خطبته على وعظ الناس ولايتطرق إلى ما ليس له علاقه بالوعظ والإرشاد، «ودائما الخطبة تتحدث عن معالجة الإشكاليات الاجتماعية ونصح الشباب بالالتزام والحث على طاعة ولاة الأمر والالتفاف حولهم وعدم الخروج عنهم والمحافظة على اللحمة الوطنية والنسيج الاجتماعي». وبين الدكتور عبدالرحمن عبدالحميد السميري أن الخطب المسيئة دليل على أن الخطيب يتعامل مع الموقف بذكاء في باطنه النفاق والحقد والكراهية للمجتمع وفي ظاهره الولاء لأنه ينفذ ما تم التخطيط له من أطراف خارجية وما هو إلا أداة يحاول إيجاد بيئة لنمو التطرف والجريمة والإرهاب وذلك يتطلب التخطيط المسبق لمواجهة ما يحاك ضد الوطن والمواطنين.