ما الذي يحدث من رجال بلادي بحجة حمايتنا نحن النساء، أصبح وجودنا يمثل استنفارا أمنيا واجتماعيا ودينيا في كل مناسبة وطنية نحضرها، أينما حضرنا يتم تطويقنا بمئات من رجال الأمن ورجال محتسبين يريدون حمايتنا من خطر وغول حتى الآن لا نعرفه، أصبحنا نضع أيدينا على قلوبنا كلما تم الإعلان عن مشاركة المرأة بأي فعالية وطنية أو مناسبة ثقافية، أصبحنا مثل الحبل في لعبة شد الحبل بين أطراف تريد القفز على حسابنا لمصالح دنيوية متعددة، تم إبعادنا عن قضايانا ولم يعد لنا دور فاعل ولا حتى رأي في هذا التهميش والإقصاء المتعمد، في كل مناسبة تظهروننا وكأننا فاسدات مفسدات ولا كأن بيننا حافظات القرآن ومربيات الأجيال ولا شريفات عفيفات، في الجنادرية وفي معرض الكتاب وفي أماكن العمل وفي تأنيث محال بيع ملابسنا الداخلية تم افتعال المشاكل وتبادل التهم بين أطراف متحاربة تريد تصفية بعضها على جسد قضيتنا المذبوحة، ونحن نتدحرج ككرات الثلج لا حول لنا ولا قوة، لا أحد يهمه ماذا سيحل بنا بعد هذا الصراع، يتم الزج بنا وإدراج وجودنا ومن ثم يتم تقليص حضورنا أو قيام مشكلة رأي عام حول تواجدنا بينما نحن نتفرج على المدافعين والمهاجمين دون أمل بحل هذا الصراع، بل المطلوب هو استمراره وإشغال الرأي العام به، الذين يضعون هذه الفعاليات رجال، والذين يحاولون تعطيل هذه الفعاليات رجال، الذين يحاولون أن يصوروا ما حدث في الجنادرية على أنه غير أخلاقي مخطئون، كذلك في معرض الكتاب وفي تأنيث محلات البيع النسائية وفي كل فعاليات يطلب من النساء حضورهن، يكفي ما يحدث من استغلال لاسم المرأة السعودية والزج بها بين طرفين متصارعين لكل منهما أجندته الخاصة، نرجوكم لا نريد أن تضعوا اسمنا في مناسباتكم، دعوا المهرجانات لكم، ومعرض الكتاب لكم، اتركونا خارج صراعاتكم، طالما وجودنا يسبب كل هذا الفساد، لا نريد أن نحرجكم بوجودنا، ضعوا لنا جنادريتنا الخاصة، ومعرض كتابنا الخاص، وأسواقنا الخاصة، ومستشفياتنا الخاصة، أو عندما تدعوننا لمناسباتكم وفروا حمايتنا ولا تتركوا فرصة للأطراف المتنازعة أن يجدوا ثغرة لتصفية حساباتهم من خلالنا!. [email protected]