صناع الشباك البحرية الذين تداعب أصابعهم خيوطها في مشهد لا يخلو من الانبهار والتصوير الخيالي، والذوق الإبداعي، لا سيما إذا كانت تلك الأصابع لصناع مهرة عاشوا حياتهم مع البحر والخيوط، حتى أضحت ملامح البحر ترتسم على قسمات وجوههم ومصطلحاته على شفاههم. صناعة الشباك لها شروط ومواصفات كأن يكون الصانع صيادا ولديه خبرة كافية بأصناف الأسماك والمهارة في صنع فتحات الشباك التي تستلزم أن تكون ذات قياس واحد، كما لابد أن تكون لدى الصانع خبرة بكيفية وضع الرصاص أسفل الشباك، وكل صياد له اهتمامات بنوعية الشباك التي يفضلها فيصنع الأنواع الخمسة الأكثر استخداما بجميع الألوان، وأن أكثر الصيادين يفضلون شباك (الليخ) (والياروف) وكذلك اللون الأخضر، وكل شبكة تحتاج إلى فترة من الزمن لإنجازها وذلك حسب نوعها وطولها، فمثلا الليخ الذي يبلغ طوله 22 مترا فإن فترة إنجازه لا تتجاوز 15 يوما، وكذلك الأنواع الأخرى حيث تتطلب نفس المدة، أما الفتحات التي يفضلها أكثر الصيادين عادة فهي بين 2 إلى 4 سنتميترات. وتنقسم الشباك إلى قسمين الأول: قاعية وهذه النوعية من الشباك ممنوعة محليا نظرا لخطورتها على الثروة السمكية، لاسيما تلك التي تتنوع الفتحات فيها بعكس الشباك المعروف، إن خطر الشباك القاعية يكمن في أنها توضع على أرض قاع البحر بشكل ممدود وارتفاعها مترين وأحياناً أكثر، وهي بذلك لا تفرق بين سمكة كبيرة أو صغيرة، وتصل قدرتها حتى على صيد الإنسان، أما النوع الثاني فهو الشباك السطحية وتضم ثلاثة أصناف للأسماك الكبيرة والمتوسطة والصغيرة، وجميع هذه الأنواع يتم استخدامها بشكل يومي من قبل الصيادين المحليين.