ينتظم في العاصمة البلجيكية بروكسيل عقد ورشة عمل تعتبر الأولى من نوعها على نطاق النزعات العنصرية والتعصب ضد المسلمين في الغرب. تقيم هذه الورشة وترعاها منظمة التعاون الإسلامي، وهدفها التصدي لحملات تشويه الإسلام في أنظمته الدينية، والسياسية، والاجتماعية، عبر الوسائل الإعلامية. ولا شك أن هذه الورشة سوف تلقى صدى كبيرا، فالإفرازات والمتغيرات العالمية وفوز الإسلاميين، كون تداعيات وبروز موجات عارمة من البغض والكراهية ضد العرب والمسلمين في بعض الدول الغربية، حيث لم تقف عند المضايقات والاستفزازات وكيل التهم، بل امتد ذلك إلى الحملات الإعلامية الغربية المسيئة، واتهامه بالدعوة إلى العنف والإرهاب. وعلى الرغم من مواقف بعض الساسة والزعماء في الدول الغربية الذين سارعوا هم والمنكرون والمستشرقون المنصفون إلى إزالة الاختزال العقلي الغربي من ذاكرته، داعين إلى عدم الخلط بين الإسلام والعنف والإرهاب، ووجوب احترامه كدين سماوي جاء بتعاليم تدعو إلى الحوار والتساكن بين الأمم. وقد أثبتت الدراسات الجيوسياسية والجيوإسلامية دينية أن «الإسلامفوبيا» وهو المصطلح الأجنبي المعبر عن تلك النزعة، خاصة بعد المتغيرات والثورات الربيعية العربية، فالحملات الإعلامية الغربية، والمنظمات العنصرية تحاول بشتى الوسائل العمل على تحجيم دور الإطلالة الإسلامية التي تدعو إلى التفاعل الحضاري المتعدل والمتسامح والذي ينطلق من روح ونفس تعاليم الشريعة الإسلامية. ولما كان الإعلام الغربي بكل أطيافه ومكوناته من صوت وصورة وكلمة وكاريكاتير هم أبرز قنوات الاتصال المنتج تفريخ سياسة التخويف من الإسلام، والدعوة إلى محاربة المهاجرين الإسلاميين وتحمل لواء الإثارة و«الإسلامفوبيا» الصحف والقنوات الإعلامية الغربية، خصوصا المخططة لأجندات معينة ومرسومة تحمل التغذية من خلال نشر تقارير وملفات تحذر القراء الغربيين والمشاهدين للقنوات المتنوعة من الإسلامية والجاليات المسلمة، وكثرة تواجدهم وتدفقهم على بلاد الغرب. وإذا كانت الحملات المحمومة ضد الإسلام وأنظمته قد تصاعدت. فإن ورشة العلم والتي تهدف إلى التصدي للحملات وتشويه الإسلام عليها ما يلي: أولا: رصد الحملات التشويهية والرد عليها. ثانيا: وجوب إيجاد روابط وجسور من التعاون والتواصل بين وسائل الإعلام. ثالثا: ضرورة تجنيد الكوادر لتحسين صورة الإسلام بالحوار والتفاهم. رابعا: استغلال الشبكة العنكبوتية. * أستاذ السياسة الشرعية والأنظمة المقارنة