دعا المجلس الوزاري لجامعة الدول العربية أمس مجلس الأمن الدولي إلى إصدار قرار بتشكيل قوات حفظ سلام عربية أممية مشتركة للمراقبة والتحقق من تنفيذ وقف إطلاق النار في سوريا. وقرر في ختام اجتماع طارئ عقده على مستوى وزراء الخارجية في القاهرة أمس إنهاء مهمة بعثة المراقبين العرب ووقف التعامل الدبلوماسي مع ممثلي نظام بشار الأسد. كما قرر إنهاء بعثة مراقبي الجامعة العربية في سوريا، ووقف كل أشكال التعامل الدبلوماسي مع ممثلي النظام السوري في الدول والهيئات والمؤتمرات الدولية، داعيا كافة الدول الحريصة على أرواح الشعب السوري إلى مواكبة الإجراءات العربية في هذا الشأن، ومنها تشديد تطبيق العقوبات الاقتصادية ووقف التعاملات التجارية مع النظام السوري، ما عدا ما له مساس مباشر بالمواطنين. وأوصى المجلس بفتح قنوات اتصال مع المعارضة السورية وتوفير كل أشكال الدعم السياسي والمادي لها. ودعا المجموعة العربية بالأمم المتحدة إلى طلب عقد اجتماع عاجل للجمعية العامة للأمم المتحدة لبحث الأزمة السورية، وطرح المبادرة العربية الرامية لوقف العنف في سوريا وكافة القرارات الصادرة عن مجلس الجامعة العربية ذات الصلة بالأزمة السورية على الاجتماع. ورحب بدعوة تونس لاستضافة مؤتمر أصدقاء سوريا الذي اقترحت تونس عقده أواخر فبراير (شباط) الحالي. وطلب من الأمين العام لجامعة الدول العربية تعيين مبعوث من الجامعة العربية لمتابعة العملية السياسية. وأعلن رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري رئيس الدورة الحالية للمجلس الوزاري العربي الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني في تصريحات عقب الاجتماع أنه تقرر عقد المؤتمر الدولي لأصدقاء سوريا في تونس في الرابع والعشرين من شهر فبراير الحالي. وكان الشيخ حمد طالب في افتتاح الاجتماع بتوجيه رسالة واضحة حازمة وشاملة إلى الحكومة السورية من خلال التعاون الوثيق مع الجامعة العربية وتوفير كافة أوجه الدعم التي تطلبها الجامعة من المنظمة الدولية بما يدفع الحكومة السورية إلى الوقف الفوري لسياسة العنف وللتهرب من مواجهة المسؤولية والقبول الفوري والمباشر بالمبادرة العربية والانخراط الفعلي مع الجامعة العربية، مشددا على القول إنها مسؤولية عربية أساسا ولكنها أيضا مسؤولية لكافة الأطراف الدولية القادرة والمؤثرة. من جهته، اقترح الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربية إعادة طرح الأزمة السورية على مجلس الأمن لتدعيم بعثة المراقبين العرب لتشكيل قوة مراقبين مشتركة بين الجامعة والأمم المتحدة.