«نصحو متأخرين، والوقت ضيق، والشوارع زحمة، علشان كدة ماعندنا وقت للفطور في البيت، لازم نلحق الطابور وإلا نسمع كلمتين بسبب التأخير». كانت هذه في مجملها إجابات عدد من الأطفال الطلاب، عندما سألناهم عن تناولهم إفطار الصباح قبل التوجه للمدرسة، واتضح أن عددا كبيرا منهم لايهتمون بالإفطار في المنزل ويتجهون للمدرسة دون أن يتناولوا أي طعام، ويستعيضون عنه بالإفطار بعد الحصة الثالثة. سألنا الدكتورة مريم النويمي استشاري طب الأطفال وحديثي الولادة عن هذه المشكلة، قالت «بداية اليوم الدراسي بدون فطور تقلل من القدرة على التركيز والانتباه والنشاط فهو يعطي الطاقة للجسم لبداية يوم جديد ينتهي بنجاح»، وأضافت «أثبتت الدراسات أن الطفل الذي يتناول طعامه قبل الذهاب إلى المدرسة يحصل على درجات أعلى ومركز متقدم ولديه استقرار نفسي، بينما الأطفال الذين لا يتناولون إفطارهم أقل في التحصيل العلمي وأقل نشاطا وحركة، ولديهم ميل إلى العنف، كما أن الأطفال الذين يتناولون فطورهم هم أقل عرضة للإصابة بالأمراض، لأنه يمنحهم الكثير من الفيتامينات والبروتينات التي تساعدهم على عدم الشعور بالجوع قبل وقت الفسحة». وأشارت الدكتورة مريم إلى خطأ تمارسه عدد من الأمهات قائلة «للأسف تعتقد بعض الأمهات اللاتي يعاني أطفالهن من السمنة أن عدم تناول الفطور يساعد على إنقاص وزنهم، بينما العكس هو الصحيح، فالإفطار يساعد الجسم على حرق السعرات الحرارية بشكل أسرع وأفضل، لذلك فالأطفال الذين يتناولون الفطور هم أكثر رشاقة من الذين لا يحرصون عليه». وختمت الدكتورة مريم نصيحتها للأطفال والأمهات «أنصح كل أم بالحرص على تناول أطفالها للفطور وترغيبهم به بجعلهم يختارون ما يريدون تناوله مع بعض التوجيه، ومن الأفضل أن يتكون الإفطار من الحليب والحبوب مثل الكورن فليكس، والفاكهة، كما أن نصيحتي لكل طفل: إذا أردت أن تحصل على جسم صحي وعقل ذكي ونشاط نم مبكرا واستيقظ مبكرا وتناول وجبة الإفطار، وتذكروا دائما: إذا كانت الحقيبة المدرسية مهمة فالإفطار أهم لأنه يمنحكم الطاقة التي تحملونها بها».