درجت بعض وسائل الإعلام الغربية على تسمية هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ب«الشرطة الدينية»، من خلال تناولها لبعض الأخبار والأحداث التي تدور حول الهيئة على الساحة المحلية بين فترة وأخرى. ورغم أن بعض المنتسبين للوسط الشرعي يبدي تحفظه من هذا المسمى، إلا أن عميد المعهد العالي للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في جامعة أم القرى الدكتور خالد الشمراني يرى أن المشكلة ليست في المسميات بقدر ماهي في فحوى العمل والمهمات. وفي تصريحه ل«عكاظ» يؤكد الشمراني أن الفقهاء يقولون «العبرة بالحقوق والمعاني وليست بالألفاظ والمباني»، لافتا إلى أنه يمكن أن تسمى هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كما يمكن أن تسمى رئاسة الحسبة، لكن المهم هو فحوى العمل. ويضيف «المشكلة ليست في مسمى الشرطة الدينية، ولكن هناك مواقف يعلمها الجميع، خصوصا بعد أحداث سبتمبر، هناك حملة على الإسلام وشعائره ومؤسساته ومنها الهيئة». ويردف قائلا «هناك بحث قدمه أحد الإخوة قال إنه في فترة من الفترات كانت هناك 10 مقالات على الأقل يوميا عن الهيئة في الصحافة الأميركية»، معتبرا أن هذا إفراز للموقف الغربي من الإسلام. ويرى الشمراني أن من المهم التصدي لهذه المسألة ببيان الصورة الصحيحة للدين، لافتا إلى أن مستقبل الاحتساب من مستقبل الإسلام؛ لأن الاحتساب هو الإسلام الذي يشهد انتشارا كبيرا، كما أنه من شعائر الدين، فإذا كنا نؤمن أن العاقبة للمتقين وأن الإسلام في علو وازدهار فإن الاحتساب كذلك من شعائر الله عز وجل وبالتالي فإن مستقبله مشرق بإذن الله. ويلمح الشمراني إلى أن مفهوم الاحتساب ليس مقتصرا على ماتقوم به هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمهماتها، مضيفا «المعروف والمنكر لهما مفهومان شاملان، فالمعروف هو كل ما أمر به الله عز وجل ورضيه، والمنكر كل ما نهى الله عنه أو كرهه، سواء كان في المجال الاقتصادي أو الاعتقادي أو الاجتماعي أو السلوكي». وزاد «مفهوم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر شامل وهو وظيفة الدولة الإسلامية. ولذلك فإن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى يقول «ما أرسل الله الرسل وما نزل الكتب إلا من أجل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر»». وأكد أن المملكة دولة إسلامية ارتضت لنفسها كتاب الله عز وجل وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم كما نص على ذلك النظام الأساسي للحكم، وبالتالي فإن المقصود من إقامة الدولة في الإسلام هو إقامة الدين وسياسة الدنيا فيه. وعاد ليفند إشكالية مفهوم الاحتساب لدى البعض، موضحا أن «القول بطبيعة الحال هو بالمفهوم الشامل وليس بمفهوم الشعيرة، فكلنا مسؤولون من أكبر شخص إلى أصغره عن تحقيق مراد الله عز وجل وبالتالي فإن الموظف في الشرطة أو في ديوان الرقابة والتحقيق أو هيئة الأرصاد، كلهم يقومون بأعمال تحقق هذا الأمر؛ لأنهم يحفظون للناس دينهم وأموالهم وعقولهم وأعراضهم وأنفسهم وبالتالي فإن الكل يدور في هذا الفلك ومن المفترض أن نرسخ هذا المفهوم للناس حتى تتجلى الصورة».