شرف خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود حفظه الله عصر أمس انطلاقة المهرجان الوطني للتراث والثقافة في دورته السابعة والعشرين، الذي ينظمه الحرس الوطني سنويا بالجنادرية. ولدى وصول الملك المفدى لمقر المهرجان بالجنادرية كان في استقباله أيده الله صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبد الله بن عبد العزيز وزير الدولة عضو مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني رئيس اللجنة العليا للمهرجان، ومعالي نائب رئيس الحرس الوطني المساعد نائب رئيس اللجنة العليا للمهرجان الأستاذ عبد المحسن بن عبد العزيز التويجري. بعد ذلك استقبل خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود أخاه جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين الشقيقة، وفخامة الرئيس لي ميونج باك رئيس جمهورية كوريا، وسمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة بدولة الإمارات العربية المتحدة. إثر ذلك عزف السلام الملكي، وبعد أن أخذ الملك المفدى وضيوفه أماكنهم في المنصة الرئيسية في الحفل، تليت آيات من القرآن الكريم ثم بدء الشوط الأول لسباق الهجن الكبير. بعد ذلك تشرف ممثلو الجهات الراعية بالسلام على خادم الحرمين الشريفين. الماضي العريق من جانبه، نوه جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين بفعاليات المهرجان الوطني للتراث والثقافة في دورته السابعة والعشرين الذي ينظمه الحرس الوطني سنويا بالجنادرية. وقال جلالته في تصريح صحافي لدى وصوله الرياض أمس لحضور حفل افتتاح المهرجان الوطني للتراث والثقافة «الجنادرية 27»:«إن مهرجان الجنادرية كل عام يذكرنا بضرورة التعرف على ماضينا العريق، فمن لا ماضي له لا مستقبل له، وعندما ندرس ظاهرة مهرجان الجنادرية الذي أسسه ورعاه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود حفظه الله ورعاه قبل حوالي ثلاثين عاما، نجد أنه جمع فعلا بين الاتجاهين معا، فالجنادرية تمثل بحق أصالة الماضي وعراقة الحاضر». وأضاف جلالته: إن برنامج الاحتفال يتضمن الجانب التراثي في يوم الافتتاح وفي قرية الجنادية العريقة، وذلك ما اقتدينا به في مملكة البحرين، حيث أقمنا منذ عقود مناسبة سنوية للاحتفال بيوم التراث متضمنا التركيز على أحد جوانبه، وذلك حفاظا على هويتنا الوطنية العربية التي نعتز ونتمسك بها. وأردف جلالته: إن ندوات الجنادرية الفكرية تعالج هموم الحاضر والمستقبل في وطننا العربي الكبير وفي مقدمتها قضايا الوحدة والاتحاد بين أجزاء هذا الوطن الكبير، وعلى الأخص في هذه المنطقة الحيوية منه، بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، ما جعل مختلف مثقفينا العرب وكافة شعوبنا العربية الشقيقة تتابع مجريات تلك الندوات الفكرية المهمة، وعلى الأخص شعب البحرين الواعي والمدرك لمختلف القضايا العربية في وطننا العربي. وتابع جلالته: «نأتي اليوم لمشاركة الشعب السعودي الشقيق وقيادته الرشيدة، التي نكن لها عميق التقدير، في مهرجان الجنادرية 27، ودول الخليج العربية تمر بتطور مهم يستدعي من قيادتها ونخبها وشعوبها التفكير العميق في متطلباتها ومقتضياتها، وهي الدعوة المخلصة التي أطلقها في قمة الرياض الخليجية الأخيرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية، كبرى دولنا بمجلس التعاون، وعمقها الاستراتيجي، وبيت العرب الكبير إلى تحويل التعاون إلى اتحاد، وذلك مانؤيده ونباركه ونعمل من أجله». واختتم جلالته تصريحه بالقول:«لقد ظلت البحرين تتطلع دائما إلى اتحاد عربي خليجي يربط بين كيانات الخليج العربي ويوحدها في ظل التحديات الماثلة، وقبل كل شيء ومن أجل التنمية المستدامة لصالح شعوبه وتطلعاتها والله ولي التوفيق». المهرجان في مجلة وكان العدد الأول من مجلة مهرجان الجنادرية السابع والعشرين لعام 1433ه تحت شعار «جنادرية التضامن» صدر. وأبرز العدد على صفحته الأولى أمر خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود حفظه الله بإلغاء الأوبريت في فعاليات المهرجان الوطني للتراث والثقافة في دورته السابعة والعشرين، متوشحة حالة النبض العربي النازف تضامنا ووقوفا مع الشعب السوري، وما يحدث له من سفك لدماء الأبرياء وترويع للآمنين، إضافة إلى ما يحدث في مصر الشقيقة من أحداث شغب أدت إلى وفاة العديد من الأبرياء، إلى جانب مع يجري في اليمن وليبيا الشقيقتين من أحداث مؤسفة ذهب ضحيتها الأبرياء، وما مرت به تونس الشقيقة من أحداث مؤلمة. واشتمل العدد على مقدمة لتدشين خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود حفظه الله لانطلاقة المهرجان مساء اليوم. كما اشتمل العدد على مقال لصاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبد الله بن عبد العزيز وزير الدولة عضو مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني عن ترحيل أوبريت هذا العام إلى الدورة المقبلة في الجنادرية 28 بإذن الله. وأبرز العدد مقالا لمعالي نائب رئيس الحرس الوطني المساعد الأستاذ عبد المحسن التويجري، تحدث من خلاله عن أهم محاور النشاط الثقافي لهذا العام بمشاركة 300 مفكر وأديب في النشاطات الثقافية وتفاعلهم وطرحهم للعديد من القضايا التي تهم الأمتين العربية والإسلامية من خلال البرامج والفعاليات الثقافية والتراثية المتنوعة. وأشار العدد، إلى تدشين صاحب السمو الملكي الأمير مشاري بن سعود بن عبد العزيز أمير منطقة الباحة للمرحلة الثانية لتطوير قرية الباحة التراثية، كما تطرق إلى مجموعة من المقالات التي رصدت بعض ردود الأفعال في الأوساط الثقافية العربية تضامنا مع الأشقاء العرب. وأورد العدد مقالا لسفير جمهورية كوريا الجنوبية لدى المملكة كيم جونج يونج، الذي تحدث من خلاله عن مشاركة بلده التي تتزامن مع اليوبيل الذهبي لتأسيس العلاقات بين بلده والمملكة العربية السعودية. كما تضمنت النشرة احتفاء الجنادرية 27 بأديب وشاعر الوطن ومؤلف النشيد الوطني للمملكة أوبريت «عرايس المملكة»، الذي قدمته الجنادرية في عام 1426ه إبراهيم خفاجي، الذي أسهم في تشكل البنية الثقافية والحضارية السعودية وحياته العملية، إضافة إلى رياضة سباقات الهجن التي تميز الهوية العربية وبرنامج سباقات الهجن التي بدأت عصر اليوم وتختتم في الواحد والعشرين من الشهر الجاري، وكذلك النشاطات النسائية وفعالياتها وتنوعها التراثي والحرافي والثقافي، والعروض المسرحية النسائية المتنوعة التي ستقدم طيلة أيام المهرجان.