اعتبر وزير الخارجية اليمني الدكتور أبوبكر القربي لقاءات مجموعة أصدقاء اليمن التي من المقرر أن تحتضنها الرياض في مارس المقبل محطة رئيسية لتنفيذ التعهدات الدولية لرفد الاقتصاد اليمني بالوسائل التي تمكنه من تجاوز أزمته، مشيدا بالدور الذي لعبته المملكة لتطبيق المبادرة الخليجية وإيصال الفرقاء السياسيين إلى اختيار طريق التوافق الوطني. وبين القربي في حواره ل «عكاظ» أن الأزمة السياسية التي عصفت باليمن 2011 أوجدت اختلالات أمنية في مختلف المحافظات، واستغلتها قوى التطرف والإرهاب لتنفيذ مخططاتها، معترفا بأن الوضع لا يزال متوترا على الرغم من جهود القوات المسلحة والأمن. وأوضح أن القضاء سيقول كلمته في حادثة الاعتداء على جامع النهدين، لافتا إلى أن اللجنة العسكرية والأمنية تواصل جهودها على مدار الساعة لرفع التحصينات والمظاهر العسكرية من البلاد. وإلى نص الحوار: • كيف ترى المشهد السياسي اليمني عقب التوقيع على المبادرة الخليجية؟ • أؤكد بداية أن اليمن ينتقل بخطوات حثيثة وثابتة للخروج من الأزمة الخانقة التي عاشها خلال العام 2011، ولم يكن ذلك ممكنا دون قبول جميع القوى السياسية في السلطة والمعارضة لطريق التوافق الوطني الذي كنا ولا نزال نؤكد عليه، وتمثل في مبادرة الأشقاء في مجلس التعاون الخليجي، التي أخرجت اليمن من مزالق الحرب الأهلية والفوضى والصراع والانقسام، واليوم وبعد أكثر من شهرين منذ توقيع المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية في الرياض برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، وبحضور وزراء دول المجلس وسفراء الاتحاد الأوروبي، أصبحنا نرى الأمل ماثلا أمامنا وبدعم ورعاية من الأشقاء في مجلس التعاون لدول لخليج، والدول الصديقة في أوروبا والولايات المتحدة، ومنظمة الأممالمتحدة، وتمكنا من قطع أشواط كبيرة في تنفيذ بنود المبادرة وآليتها التنفيذية من خلال إجراء الانتخابات الرئاسية في 21 فبراير، كما جرى إنجاز قانون الحصانة والاتفاق على ترشيح الأخ عبد ربه منصور هادي مرشحا رئاسيا للتوافق الوطني باسم المؤتمر الشعبي العام وحلفائه وأحزاب اللقاء المشترك وشركائه. • ما تقييمكم لدور خادم الحرمين الشريفين في التوقيع على المبادرة الخليجية والدفع باتجاه تنفيذها لإخراج اليمن من الأزمة؟ • في الحقيقة أن للأشقاء في المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الدور الأبرز لإيصال كافة الفرقاء السياسيين في اليمن إلى اختيار طريق التوافق الوطني، وكانت الرياض ولا تزال حاضنة للأفكار والرؤى التي قادت إلى صياغة مبادرة مجلس التعاون والآلية التنفيذية التي توافقت عليها القوى السياسية اليمنية، التي تتحرك اليوم برعاية المملكة وبقية الأشقاء في مجلس التعاون لتنفيذ بنودها وإخراج اليمن من أزمته، وتقديم العون والدعم اللازمين لإنعاش الاقتصاد اليمني، ومن هنا فإن دور المملكة الكبير يتواصل بالتحضير لاجتماعات الرياض خلال شهر مارس المقبل لمجموعة أصدقاء اليمن، لما يشكله من محطة رئيسية لتنفيذ التعهدات الخليجية والإقليمية والدولية لرفد الاقتصاد اليمني بالوسائل والموارد اللازمة لتجاوز الأزمة الاقتصادية التي يمر بها. • ما أسباب قطع رئيس حكومة الوفاق الوطني زيارته لدولتي قطر وعمان ضمن جولته الخليجية، وماذا عن نتائج الزيارة للمملكة؟ • مثلت المرحلة الأولى لجولة دولة رئيس الوزراء محمد سالم باسندوة علامة فارقة في جهود حكومة الوفاق الوطني وسعيها لوضع الأخوة قادة مجلس التعاون في واقع التطورات السياسية والاقتصادية والأمنية في اليمن، وما أنجز من تنفيذ للمبادرة الخليجية وحاجة اليمن إلى مساعدات عاجلة للاقتصاد اليمني، ورسم ملامح التعافي الاقتصادي للانتقال إلى مرحلة بناء الشراكة الفاعلة مع الأشقاء في الخليج، وأرجئت زيارة دولتي قطر وعمان، ونحن بانتظار إتمام الزيارة في الفترة المقبلة، وأكدت زيارة باسندوة للرياض جدية المملكة وحرصها على دعم اليمن، وكما أشرت في معرض ردي على السؤال السابق أن جهود المملكة اليوم تتركز في التحضير الجيد لاجتماعات مجموعة أصدقاء اليمن. • إلام تعزو تدهور الأوضاع الأمنية في البلاد، وما تفسيرك لما يجري الآن في عدد من المناطق اليمنية ومنها رداع وأبين؟ • خلفت الأزمة السياسية التي عصفت باليمن خلال العام 2011 اختلالات أمنية في مختلف محافظات الجمهورية وشتتت جهود القوات المسلحة في الحفاظ على الأمن والسكينة العامة، وسعت قوى التطرف والإرهاب، ومن بينها عناصر تنظيم القاعدة الإرهابي إلى استغلال الفراغ الأمني عبر نقل ثقلها إلى محافظة أبين، والتسلل منها لإقلاق الأمن في المناطق المجاورة، ورغم جهود القوات المسلحة والأمن إلا أن الوضع لايزال متوترا في تلك المناطق التي ذكرتها، وتعمل اللجنة العسكرية والأمنية على مواجهة هذه المعضلة، إضافة إلى تحديات أخرى من أجل تهيئة الظروف لإنجاح الانتخابات الرئاسية المقبلة. • كيف تنظر إلى فكرة مغادرة الرئيس صالح لليمن خلال الانتخابات الرئاسية؟ • أسهم الأخ الرئيس علي عبد الله صالح إسهاما رئيسيا وفاعلا في إخراج اليمن من أزمته، ولا يزال يقدم الإسهام تلو الآخر لإنجاح المبادرة الخليجية، ودعم جهود المناضل عبد ربه منصور هادي في إدارة شؤون البلاد خلال المرحلة الانتقالية، وأنجز البرلمان قانون الحصانة، وبالتالي يحق للأخ الرئيس أن يبقى أو أن يسافر لغرض استكمال العلاج والعودة معززا مكرما إلى وطنه، وليسهم مع بقية رفاقه وإخوته في المؤتمر الشعبي العام لقيادة مرحلة الانتقال والتغيير التي ننشدها جميعا، فقيادته للمؤتمر الشعبي العام خلال المرحلة المقبلة ستكون دون شك علامة فارقة في السياسة اليمنية. • ما الجديد في قضية الاعتداء على جامع النهدين، ومن أبرز المتهمين فيه؟ • هذه القضية وقضايا أخرى من الانتهاكات لحقوق الإنسان التي ارتكبت خلال أقسى مراحل الأزمة السياسية التي عصفت ببلادنا، معروضة اليوم أمام القضاء ليقول كلمته الفصل فيها، فلا نتسرع النتائج ولنمنح القضاء الوقت اللازم للتعاطي معها، وأرى أن الوطن سيخرج أقوى وأكثر تصميما على مواصلة البناء والتغيير الديمقراطي. • إلى أين وصلت جهود اللجنة العسكرية لرفع التحصينات في العاصمة وغيرها؟ • تواصل اللجنة العسكرية والأمنية جهودها على مدار الساعة لرفع التحصينات والاستحداثات العسكرية والتقطعات من مختلف المناطق في العاصمة وعواصم المحافظات، وعودة القوات المسلحة إلى ثكناتها، وتوفير الظروف الملائمة لإنجاح الانتخابات الرئاسية المقبلة، وعلى الرغم من الصعوبات والعقبات إلا أنها تحقق يوميا نجاحات ملموسة.