تجددت المصادمات بين المحتجين وقوات الأمن في مصر أمس، حيث سقط 5 قتلى وآلاف المصابين من الجانبين، وأضرم متظاهرون النار في مبنى مصلحة الضرائب المواجه لمقر وزارة الداخلية في وسط القاهرة، بينما أدان رئيس مجلس الوزراء كمال الجنزوري إصرار المتظاهرين على اقتحام مبنى وزارة الداخلية، مؤكدا أن ذلك غير مبرر. مصدر أمني أفاد أن عددا من المتظاهرين حول مبنى وزارة الداخلية، اعتلوا مبنى مصلحة الضرائب وألقوا الأثاث واسطوانات الغاز الموجودة في المبنى على عناصر الأمن المكلفين بحمايته، في حين ذكرت مصادر طبية أن اثنين من القتلى أحدهما ضابط جيش سقطا في القاهرة، بينما قتل ثلاثة آخرون في السويس. وغطت سحب الغاز المسيل للدموع الشارع المؤدي الى مبنى وزارة الداخلية حيث اقيمت حواجز لفصل الشرطة عن المتظاهرين بعد اشتباكات خلفت مئات الجرحى البارحة الأولى. وبحسب مساعد وزير الصحة لشؤون الطب العلاجي الدكتور عادل العدوي فإنه تم حصر 1689 مصابا منهم 1482 في القاهرة و207 في السويس. وتدفق المتظاهرون على مقر مجلس الشعب (البرلمان) من عدة مساجد في انحاء القاهرة لمطالبة المجلس العسكري بالتخلي عن السلطة فورا بعد المأساة الكروية التي وقعت في بورسعيد وأودت بحياة 74 شخصا. وبينما قال شهود عيان ان الشرطة في مدينة السويس أطلقت الرصاص الحي على المتظاهرين قال مدير أمن المدينة اللواء عادل رفعت ان خارجين على القانون هم الذين أطلقوا الرصاص على المتظاهرين. وأضاف ان الخارجين على القانون اندسوا وسط المتظاهرين الذين يقدر عددهم بألفي شخص يخوضون معارك كر وفر مع قوات الامن. ووقعت تظاهرات مماثلة في عدد من المدن المصرية الأخرى. وفي مؤشر على تزايد الخطر الذي تمثله الاضطرابات على الاقتصاد المصري، خطف مسلحون سائحتين أمريكيتين ومرشدهما المصري في سيناء لفترة وجيزة قبل ان يتم الافراج عنهم. ونفى المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية صحة ما تردد على مواقع التواصل الاجتماعي، بشأن انسحاب القوات المسلحة من تأمين المنشآت الحيوية في مصر. وأكد المجلس في صفحته على موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك) ، أن تلك الشائعات تهدف في مجملها إلى التحريض والفوضى وتحث على اقتحام منشآت الدولة الحيوية. وألقى المجلس باللوم في الاضطرابات على «أطراف خارجية وداخلية تستهدف الوطن». ومن جهته، قال رئيس مجلس الوزراء كمال الجنزوري في كلمة وجهها للشعب البارحة ان عناصر الشرطة المدنية ملتزمون تماما بضبط النفس لأقصى الحدود على الرغم من إصابة 138 فردا منهم بإصابات مختلفة بالأحجار والحروق ومنهم 16 أُصيبوا بطلقات خرطوش «على الرغم من أن أقصى ما استخدموه للدفاع عن النفس هو الغازات المسيلة للدموع». وأضاف ان إصرار المتظاهرين على اقتحام الوزارة «لا يصب إلا في صالح الذين يحاولون هدم الدولة والقضاء على هيبتها وتشويه ثورة 25 يناير». وناشد الشباب العمل «على احتواء وتهدئة الموقف في محيط وزارة الداخلية لتفويت الفرصة على العناصر المندسة والمتآمرة على ثورتهم التي تعد إنجازا قوميا وتاريخيا حققه الشعب المصري يتطلب الحفاظ عليه من أجل مستقبل الوطن والأجيال القادمة الذي يتطلع أطفالها وشبابها إلى غد أفضل يحمل الأمن والأمان».