** أحيانا؛ تكون في حيرة من أمرك، إن تحدثت ولم تحسن الكلام استثقل الآخرون حديثك، وإن سكت حيث لا يكون الصمت انتقد الناس صمتك، فليس أمامك هنا إلا أن تختار الوقت المناسب للكلام، وتقصره على ما يحقق الهدف والغاية والموقف. ** تحتاج لتحفظ لسانك قوة عزيمة وترويضا للنفس، فإن ملكت لسانك فقد ملكت أمرك، وإذا ندمت على سكوتك مرة فستندم على كلامك مرات، ولذا عليك أن تمسك لسانك من زلة اللفظ، وكثرة الكلام فإنه يزيل الوقار، والمرء مخبوء خلف لسانه. ** تكلم بما ينفع، واصمت عما يضر، فلا يكن في كلامك تطويل ممل أو تقصير مخل، وقد قيل: خير الكلام ما جلب منفعة ودفع مضرة، فإن ابن مسعود قال: «يا لسان قل خيرا تنعم واسكت عن شر تسلم»، ويختصر ذلك كله الحديث النبوي «قل خيرا أو اصمت». ** قيل إن للسان آفتين؛ آفة الكلام وآفة السكوت، إن تخلصت من أحدهما لم تتخلص من الأخرى، وتذكر قول الحكيم لقمان: «إن كان الكلام من فضة فإن السكوت من ذهب»، وأجعل قاعدتك دائما قول الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم «أمسك عليك لسانك، وليسعك بيتك، وابك على خطيئتك». ??? جمعة مباركة: عن معاذ رضي الله عنه قال: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر، فأصبحت يوما قريبا منه ونحن نسير، فقلت يا رسول الله: أخبرني بعمل يدخلني الجنة ويباعدني عن النار، قال: «لقد سألتني عن عظيم وإنه ليسير على من يسره الله عليه: تعبد الله ولا تشرك به شيئا، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت»، ثم قال: «ألا أدلك على أبواب الخير: الصوم جنة، والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار، وصلاة الرجل من جوف الليل»، قال: ثم تلا: «تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم» حتى بلغ «يعملون»، ثم قال: «ألا أخبركم برأس الأمر كله وعموده وذروة سنامه»: قلت: بلى يا رسول الله قال: «رأس الأمر الإسلام، وعموده الصلاة، وذروة سنامه الجهاد»، ثم قال: «ألا أخبرك بملاك ذلك كله»، قلت: بلى يا رسول الله، فأخذ بلسانه، وقال: «كف عليك هذا»، فقلت: يا نبي الله وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ فقال: «ثكلتك أمك يا معاذ، وهل يكب الناس في النار على وجوههم، أو على مناخرهم، إلا حصائد ألسنتهم».