لا بأس أن نطبق المثل الشعبي (كل ما يعجبك والبس ما يعجب الناس)، فمن المقبول أن نتجمل للناس، ناسنا نحن، مجتمعنا نحن، ووفقا لديننا وعاداتنا وتقاليدنا نحن، ليس لكي نعجب أناسا آخرين قد لا يعجبوننا ولا يشابهوننا ولا يتفقون معنا في الدين ولا يتفقون معنا في العادات والتقاليد فكيف نسعى لكسب إعجابهم ورضاهم؟!. أحيانا كثيرة أشعر أن لدى بعضنا شحا في الثقة بالنفس بحيث يسعى لتقليد لا لتقاليد، وبدلا من أن يثق بنفسه يوثقها برضا الآخر البعيد، وبدلا من أن يرتبط بمعتقداته وقيمه وعاداته يربط نفسه ومجتمعه بسلوك مجتمع مختلف يعاني عقلاؤه من هذا السلوك. يفترض أننا مجتمع شب ويشيب على هدى دين يحث على الأقربين في كل شيء حتى في أولوية الصدقة، وبالتالي فإن الإرضاء والاقتداء يجب أن يعطيا ذات الأولوية للأقربين ليستمر التماسك والتناسق والتناغم في سلوكيات المجتمع وصورته العامة، وهذا بالمناسبة هو ما يحدث في كل مجتمع له جذور أصيلة وقيم ومبادئ وعادات يفخر بأصالتها ويحافظ عليها، حتى لو لم تكن قائمة على أساس ديني فكيف إذا كانت تقوم على أساس راسخ من كتاب مطهر وسنة خاتم الأنبياء والمرسلين. نحن نعاني بلا شك ممن لا يملك قدرا كافيا من الثقة في النفس وبالتالي فإن ثقته في مجتمعه وعاداته وتقاليده وحتى تعاليم دينه تتأثر بنقص الثقة واهتزازها فتهتز شخصيته ويصدر منه ما يدعو لتقليد أعمى يراه بصيرا، والمشكلة الكبرى أو الأكبر عندما يكون صوته الإعلامي هو الأعلى أو عاليا بما يمكن من إسماع عدد كبير من الشباب فتنتشر عدواه وتزداد أعداد الإصابات بفيروس الشعور بالنقص. لعلي أضرب مثلا شائعا وإن كان ليس هو الأخطر فيما ذكرت، ألا وهو انتشار عبارة (فشلونا عند الخواجات) والتي تتكرر إعلاميا وعلى مستويات كبيرة، وكأنه لا يعنينا إلا انتقاد (الأجنبي) الذي يعاني مجتمعه من سلوكيات نشاز تخالف حتى طبائع البشر، وفي المقابل لا نسمع من يقول (فشلتونا عند عقلائنا) فالأولى أن نسعى لنبذ ما يستفز السواد الأعظم وهم عقلاؤنا فنقول (فشلتونا عندنا).