أبدأ بالاعتذار للقراء الكرام عن أخطائي في مقال الأسبوع الماضي عن الرقم 3 ، والصحيح حسابيا هو التالي: أولا: أن عدد سور القرآن الكريم هي 114 سورة كريمة، وهذا الرقم يقبل القسمة على 3. ثانيا: أن أطول آية في القرآن الكريم رقمها 282 في سورة البقرة، وهذا الرقم يقبل القسمة على 3. وأما مقال اليوم فهو عن عدد آخر من الأعداد الجميلة المميزة التي لا نعطها حقها من التأمل. وتاريخ اليوم الميلادي هو 2 2، وللرقم 2 العديد من الخصائص الفريدة، فهو الرقم الوحيد «الأولي» المزدوج. والمقصود هنا أن جميع الأرقام الأولية .. أي تلك التي لا تقبل القسمة إلا على نفسها أو 1 هي مفردة ماعدا هذا الرقم. وكما ذكرت مسبقا، فهذه الأرقام تتميز بخصائص كثيرة تجعلنا نستخدمها ملايين الاستخدامات المفيدة يوميا بدون أن نشعر بأهميتها سواء كانت في الشيفرة عبر الإنترنت، وفي التعاملات المصرفية المختلفة، أو غيرها من الاستخدامات. ولكن الاثنين هي أيضا قاعدة لغة الحسابات الالكترونية. كل «الهيصة» الحسابية الالكترونية تعتمد على رقمين فقط هما الصفر والواحد. وهذا النوع من الحسابات غاية في الذكاء لأن فلسفته قائمة على إحدى النتيجتين «يا أبيض ... يا أسود ،... يا صفر... يا واحد ... يا تنتن ... يا تنتن»، والسبب الوجيه هنا هو أن التيار الكهربائي إما أن «يسير ... أو لا يسير». كل مرة تطوع فيها أي من أجهزتك الإلكترونية للحصول على فائدة، سواء كان جوالك، أو جهاز حاسوبك، أو حتى عندما تشغل سيارتك، تستخدم هذا النظام الحسابي المبني على 2.. وللعلم ففي حسابات الأعداد الثنائية يكون فيها العد من الصفر إلى العشرة كالتالي: 0 0-01-10-11-100-101-110-111-1000-1001-1010. هل لاحظت أن رمز 2 هو 10؟. والرقم 2 يعتبر أيضا من الأرقام التفاؤلية في بعض دول الشرق الأقصى لأن لفظ الرقم باللغة الصينية هو «أور» وهو نفس لفظ كلمة «سهل». وللرقم مكانته في عالم العلوم أيضا، فنرى «أس» 2 أكثر من أي «أس» آخر. وأشهر المعادلات في تاريخ العلوم تحتوي على التربيع: من معادلة أشهر مثلث في التاريخ وهو مثلث «فيثاغورث» اليوناني، إلى معادلة «أينشتاين» الألماني الشهيرة التي تربط الطاقة بالكتلة وتربيع سرعة الضوء، إلى إحدى معادلات الحركة عند «نيوتن» الإنجليزي التي تربط السرعة والتسارع والمسافة، إلى معادلة «فرمات» الفرنسي الذي حير عالم الرياضيات لأكثر من ثلاث مائة سنة، وهناك تخمين أيضا «جولدباخ» الألماني الشهير الذي جاء فيه أن أي رقم مزدوج أكبر من 2 هو مجموع رقمين أوليين فقط لا غير، تخيل أنها حيرت آلاف العلماء أيضا لمئات السنين. وبالمناسبة فمن لديه القدرة على إثباتها رياضيا سيحصل على جائزة مالية مقدارها مليون دولار، وسيدخل اسمه تاريخ الرياضيات. ولكن روائع الرقم 2 لا تقتصر على الرياضيات فحسب، ففي عالم الكيمياء أيضا نجد أن لها أهمية خاصة، فأكثر العناصر انتشارا في الكون بأكمله هو «الهيدروجين» وذرة هذه المادة البسيطة مكونة من جزءين أساسيين فقط: بروتون في النواة، والكترون في محيطها الخارجي. وهناك مجموعة أرقام «سحرية» في عالم الكيمياء توفر مقدار ثبات عجيب للعناصر وأول تلك الأرقام «السحرية» هي 2.. أمنية الهدف من كل هذا هو اكتشاف جمال الأرقام لأنه يجعلنا نتعامل معها بشكل مختلف. ويضيف لنا بعض لمسات جمالية في حياتنا. أتمنى أن نزرع حب العلوم والرياضيات في قلوب وعقول أطفالنا لأنها تمهد الطريق إلى المزيد من الإيمان والتفوق بإذن الله. وهو من وراء القصد. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 122 مسافة ثم الرسالة