المكان: مبنى مساكن الطلاب في جامعة هارفارد . الزمان: 2004م. الحدث: تأسيس موقع التواصل الاجتماعي «الفيس بوك». لم يكن يخطر ببال الشاب اليافع مارك زوكربيرغ أن تتحول فكرته البسيطة المنطلقة من غرفته في مبنى مساكن الطلاب في جامعة هارفارد إلى مشروع اقتصادي جبار شغل الناس واستقطب أكثر من مليار شخص خلال ثماني سنوات فقط، ليعلن الموقع بحسب صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية دخوله عالم البورصة بطرحه أسهماً للاكتتاب العام بقيمة 10 مليار دولار. وذكرت الصحيفة أنه في حال تم ذلك بالفعل كما يخطط الموقع فهذا يعني بأن قيمته ستبلغ 100 مليار دولار وسيكون هذا أعلى اكتتاب في التاريخ لشركة تعمل في قطاع التكنولوجيا. وبالمقارنة فقد طرحت «جوجل» أسهمها للاكتتاب في بورصة ناسداك بقيمة 7.1 مليار دولار، طبقاً لما ورد بوكالة «أنباء الشرق الأوسط». أما الشركة المسجلة الأولى حتى الآن بين شركات التكنولوجيا من حيث قيمة الاكتتاب الأولي فهي شركة «انفينيون» الألمانية، وذلك مقابل 9.5 مليار دولار في العام 2000. لقد تحولت عمليات موقع «فيس بوك دوت كوم» من غياهب الشقق المؤجرة بالتسوية إلى رحاب مكاتب الشركات الفارهة التي يتوفر فيها ثلاث وجبات يومياً إضافة إلى خدمة الكي والغسيل الجاف، لكن برغم هذا التطور الظاهر إلا أنها قد بقيت مبعثرة كغرف طلاب سكن الجامعات. تشبه حياة زوكربيرغ قصة فيلم بدأ بطفل معجزة يخترع ظاهرة تكنولوجية أثناء دراسته في جامعة راقية، وهي هارفارد، ومن ثم يطلقها لتثير زوبعة من الاهتمام. ومع صعود نجمه يبدأ الطلاب البارزون بالتجول قرب غرفته في سكن الجامعة على أمل التعرف عليه شخصياً. وينتهي هذا الفصل بتركه للكلية ليعمل على تطوير اختراعه ويصبح لسوبرمان الذي سيغير العالم كما عهد. وفعلا ما بدأ كمجرد موقع انترنت اجتماعي Networking Site يخص طلاب الجامعة أصبح الآن الواجهة المفضلة لما يربو على 100 مليون مشترك، منهم موظفون في الوكالات الحكومية وشركات في قائمة العمالقة ال500. ويتلقى الموقع يومياً زيارات من أكثر نصف عدد مشتركيه. مارك بعد ثماني سنوات لم يتوقع مطلقاً أن تحقق فكرته هذا النجاح المدوي على مستوى العالم. وقال أصغر ملياردير صنع ثروته بنفسه «كنت أعرف أن الطلبة يرغبون استخدام موقع يمكنهم من خلاله تبادل المعلومات». وأضاف «تطور الموقع بشكل تدريجي حيث صار من الممكن لكل مستخدم أن يكتب جملة يصف فيها مشاعره في تلك اللحظة». ويختم الملياردير الصغير حديثه حول سر انتشار استخدام الفيس بوك قائلا «يرغب معظم الناس المشاركة في حياة أهلهم وزملائهم وأصدقائهم وهذا هو سر الانتشار السريع للموقع».