في خضم الطفرة التكنولوجية الذي يعيشها العالم وفي زمن تحول فيه العالم ليس إلى قرية صغيرة فحسب بل تحول إلى غرفة صغيرة، حيث إن التواصل بين الناس من أقصاها إلى أقصاها أصبح من الأمور السهلة الممتنعة، ولمعرفة ماذا يأكل صديقك المبتعث في آخر الدنيا لا تحتاج سوى أجزاء من الثانية، ومنها تحولت بهذه التكنولوجيا ثقافة مجتمع محب جدا للتغيير والتجديد والانخراط وراء الجو التكنولوجي وجو (الكول)، ولكن للأسف تغلغلت وتوغلت بين أفكاره عادة قد تكون في نظري من أسوأ العادات وتأسست في أحشاء عقولهم لغة ما أنزل بها من سلطان وهي ال(عربنجش)، وتسهيلا للقراء (ARABNGSH) وتقريبا اتضح المعنى. ويؤسفني جدا أن يصل عدد ليس بالقليل من مجتمعات ناطقة باللغة العربية يحولون ويستبدلون كلمة (الحمد لله) إلى (AL 7AMD LE ALLAH)، في الوقت الذي ينفق فيه ملايين من المسلمين غير العرب أموالا طائلة مقابل تعلم العربية حتى يستطيعوا أن يناجوا الله بها، أما نحن فنناجي ربنا بال(عربنجش). كنا بالأمس القريب يتفاخر أحدنا بأنه (بلبل إنجليزي) وانتهى أهل هذا الزمن حتى أصبح البلابل في الإنجليزي كثيرون جدا. ووصلنا إلى أهل الزمان الذي نرى فيه اللغة الإنجليزية أصبحت لغة الشعوب العربية وخاصة في مجال الأعمال والمقابلات الشخصية للتوظيف، بل وأصبحنا نشترط لقبول الموظف في بلادنا العربية أن يتحدث باللغة الإنجليزية. وفي الغد القريب سنصل إلى أهل زمان يتجاوزون مرحلة (الإمعة) بحيث يكون من العيب عندهم أن يتحدثوا باللغة العربية بل ومن الرجعية والجهل أن يكتبوا أو يتحدثوا بالعربية. ولا أدري إلى متى سنصبح (إمعة) وإلى أين سيهوي بنا ال(عربنجش) هل إلى جحر الضب الذي إذا دخلوه سنتبعهم؟، أم إلى الفضاء الذي وصلوه وكذبناهم في ذلك؟